عيناك ميناءان
عبد الرضا اللامي
كلما اصطدت في شاطئيك محارة
وجدتكِ نجمة حافية،
تراقص ظل انحسار القمر
آه، لو أغرقُ في نهر
التفاصيل الصغيرة..
مثلما تغرق بالكحل عيون الليل،
وهي من عينيك
تستل الصور
بلليني برضاب
الصحوة الأولى
دعيني أفرش الصحراء أزهاراً وماء
أنا لولا حاجبيك
ما تهجى لغة الحب فؤادي
ويصير الحب نار
إنما عينيك ميناءان
للكحل وأجنحة النوارس
نثرا العطر وأحجار البخور
وأنتشى البدر ضياءاً
في خليج للهواجس
هكذا يندلع الفجر ضباباً وأوار
إن عيناك هما شط العرب
عتقا الماء وأعذاق الرطب
وأنا بي عزمة البحار للأسفار
ليلاً ونهار
فأمنحيه حبتا
تمرِ وماء وسوار
/ إن جسدك المؤثث بالأنوثة،
أباد كل ألفاظي
التي تقاوم القمع..
وارتعاش شفتيك حراب تسافر
في أوردتي.. /
فتسقط النجوم فوق
عاتقي، ويرَحل النهار..
وتنحسر
شواطئ البحار..
وتهرب الاعشاب والغزلان،
وتكبح الأمطار.
وخلسة تجئ عيناك
بلا انتظار
لتلبساني بُردة من نار..
لقاءاً حار.
فتنكسب أشواقنا
فوق تضاريس اللقا
أسرار !.