عيد ميلاد سعيد أمير الشوارع

عيد ميلاد سعيد أمير الشوارع

دبي – محسن حسين

من بين اهتماماتي كصحفي خلال 66 عاما ان اهنئ اصدقائي واقاربي باعياد ميلادهم لكني في حالات خاصة اهنـــــــــئ الاعزاء من غير البشر وتحديدا ما يتعلق بالوطن في اعياد ميلادها مثل تاسيس الدولة العراقية وعيد الجيش وتاسيس مدينة بغداد وخاصة شارع الرشيد الذي يمر اليوم السبت 23 تموز 122 عاما على افتتاحه.

ما نتمناه في عيده

في اعياد الميلاد اهنئ الاصدقاء واتمنى لهم السعادة والصحة اما شارع الرشيد الذي اصابه المرض ونكران الجميل من المسؤولين فلا اجد ما اقول له غير الدعاء من الله عز وجل ان ينتقم من كل من اساء ويسيء لهذا المعلم التاريخي في وطننا عن قصد او اهمال او فساد.

ما بين الطفولة والشباب

مثل اي عراقي معمر فان شارع الرشيد عاش طفولته وشبابه محط الانظار ومركز القوة  لكنه في النصف الثاني من عمره بانت عليه الشيخوخه فنافسه اخرون في الاهمية في بغداد التي اتسعت عشرات المرات عما كانت عليه في يوم مولده 23 تموز 1916 لكن الاهتمام بشوارع اخرى في بغداد لا يجوز ابدا ان ينسينا شارع الرشيد ونهمله كما هو الحال الان. واذا كان العراقيون قد عانوا في النصف الثاني من القرن الماضي من الحروب فان شارع الرشيد بدأ ايامه الاولى بالمعارك بين العثمانيين الذين كانوا يحكمون بغداد وبين الانكليز الذين استولوا على بغداد وشارعها بعد 8 اشهر فدخلها 40 الف جندي في اذار 1917 ليعلن الجنرال مود كلمته الشهيرة في بيانه لاهل بغداد يوم 19 اذار “جئنا محررين لا فاتحين” تماما كما فعل الرئيس الامريكي جورج بوش يوم اعلن الغزو في 19 اذار 2003 لتحرير العراق. هل هي مصادفة ان يوم 19 اذار عام 1916 كان الغزو البريطاني و19 اذار 2003 بدء الغزو الامريكي؟؟.

 في ايام مولده

وللتاريخ فان شارع الرشيد لم يفتح من اجل عيون العراقيين فقد كان ذلك لأسباب حربية ولتسهيل حركة الجيش العثماني وعرباته امام القوات البريطانية فتم العمل في هذه (الجادة) كما كانت تسمى بصورة مستعجلة وارتجالية رغم معارضة العلماء ورجال الدين البغداديين عند ظهور عقبة امام استقامتهِ ببروز أحد الجوامع على الطريق (جامع مرجان) قرب الشورجة كما كان يصطدم بأملاك المتنفذين والأجانب من المشمولين بالحماية وفق الامتيازات الأجنبية، وكذلك لقلة المال المتوفر لدي الوالي العثماني لاستملاكها، لذلك وجب حصول انحناءات في الشارع تبعاً لهذه العراقيل.  وعند افتتاحه في الايام الاخيرة للحكم العثماني عرف باسم شارع (خليل باشا جاده سي) على اسم خليل باشا حاكم بغداد وقائد الجيش العثماني الذي قام بتوسيع وتعديل الطريق العام الممتد من الباب الشرقي إلى باب المعظم وجعله شارعاً باسمهِ كما بدأ بتهديم أملاك الفقراء والغائبين ومن لا وارث لهم، وهكذا أصبح الطريق ممهداً واسعاً تسلك فيه وسائط النقل بسهولة. لنتذكر ونستذكر شارع الرشيد وما وقع فيه من احداث تاريخية تعد الان هي تاريخ بغداد بل تاريخ العراق باكمله وهو تاريخنا نحن ابناء هذا الجيل والجيل الذي سبقه.

وكل عام وانت بخير يا امير الشوارع.

مشاركة