عيد ديوالي يمتد لخمسة أيام

عيد ديوالي يمتد لخمسة أيام

 ليلة الأضواء الهندية في سماء بغداد

بغداد – علي السامرائي

بينما كانت انغام الموسيقى المستوحاة من التراث الشعبي الهندي تجسد مشهدا لحنيا عذبا ، اضيئت الشموع بارجاء السفارة الهندية ببغداد في مشهد بهي خطفت فيه الالعاب النارية الانظار وحولت الليل الى لوحة منيرة من الوان قوس قزح ، ايذانا بالاحتفال بمهرجان الأضواء “ديوالي” الذي يمتد لخمسة أيام خلال شهر تشرين الاول وفق التقويم الهندوسي .

وعلى جانبي الممشى المؤدي نحو الباحة التي يقام فيها الاحتفال ، وقف رجال هنود بزيهم الملفت ، رافعي ايديهم بالتحية الهندية التقليدية المعروفة بأسم”ناماستي”، بوضع الكفين متقابلين امام الصدر مع انحناءة خفيفة بالرأس تعبيرا عن الاحترام والتقدير المتبادل فيما اضفى الضوء المنبعث من المصابيح الزيتية والكهربائية والفوانيس والشموع المنتشرة في كل الارجاء جوا من المرح والسعادة. ويعد (ديوالي)  احد اكبر الاعياد التي يتم الاحتفال بها في الهند ويعرف باسم (مهرجان الاضواء) بفضل اضاءة مصابيح الزيت وتزيين المنازل والمدن بسلاسل من الأضواء المتلألئة ، ويشارك اتباع مختلف الأديان باحياء العيد المتجذر في التقاليد الدينية.  ووسط حشد من المحتفلين عبر السفير الهندي لدى العراق سومين باغشي عن سروره بحضور شرائح من المجتمع العراقي الى الاحتفالية للتعرف عن قرب عن الثقافة والتقاليد الهندية .وقال باغشي ان “عيد الانوار ديوالي يعد اهم مهرجان بالهند ويعد تعبيرا عن انتصار الخير على الشر والنور على الظلام” لافتا الى ان “ المناسبة لها بعد ديني واقتصادي بالهند والهدف من اقامتها في بغداد للتعريف بالثقافة الهندية“.

وبغض النظر عن كون ديوالي احتفالا هندوسيا بشكل عام كونه يشير إلى وصول الإله راما الى عالمه بجانب زوجته سيتا وإخوته بعد 14 عاما من النفي ، فإن المسلمون والسيخ وطوائف اخرى يحتفلون فيه باعتباره فرصة لتاكيد التقاليد الهندية غير المألوفة التي تحاط بالفولكلور الهندي .

ويتم الاحتفال بعيد ديوالي على نطاق واسع خلال 5 أيام ، كل يوم يشمل احتفالات مختلفة فخلال يوم ديوالي الرئيسي ، المعروف باسم“دانتيراس”، يتم تنظيف المنازل ، وفي اليوم الثاني من الاحتفال المعروف بأسم “شوتي ديوالي” يجب على جميع أفراد الأسرة الاستيقاظ مبكراً والاستحمام باستخدام الزيوت لتخفيف إرهاق الجسم ، ومن ثم إضاءة منازلهم ، وفي اليوم الأساسي للاحتفال وهو اليوم الثالث ، (ديوالي) يزور الأفراد عائلاتهم وتضاء الفوانيس في الليل والسماء تكون مليئة بالألعاب النارية والأضواء . اما في اليوم الرابع ويسمى (بادوا) او (جوفاردان بوجا)، فيكون مهرجان المودة المشترك بين الزوجين والذي يميزه العطاء والحصول على الهدايا فيما يخصص اليوم الأخير من ديوالي الذي يعرف بـ (بهاي دوج) للاحتفال بعلاقة الأخوة التي تجمع بين الأخوة والأخوات.  وحملت السفارة الهندية عبر فعاليات اقامتها اجواء الاحتفال من المدن الهندية الى بغداد وسط تفاعل كبير من قبل العراقيين المدعوين الى المهرجان والذين شاركوا السفير الهندي واركان السفارة الى جانب اعضاء السلك الدبلوماسي في ايقاد الشموع والفوانيس . وادت شابة عراقية مغرمة بالغناء الهندي وترتدي الزي التقليدي وصلة غنائية جعلت الحاضرين يعيشون اجواء رائعة لامست الحياة في الهند فيما تمايلت مجموعة من الفتيات استفدن من دورات مجانية في رياضة اليوغا مجسدين لوحات راقصة على انغام موشحات اندلسية. وتعكس المناسبات الهندية ومنها مهرجان ديوالي الكثير من العادات والتقاليد الهندية الغائبة عن العالم والرغبة في تعريف الاخرين بالثقافة الهندية.

مشاركة