وأخيراً حُسم الأمر، وسيبقى (باراك حسن أوباما) من أهل (كينيا الأفريقية) في البيت الأبيض الأمريكي ليدير شؤون أكبر دولة في العالم، و حسب تصوري المتواضع عندما بادر هذا الكيني من أصول اسلامية ومنذ أن قرر دخول عالم السياسة من خلال ترشيحه الأول لعضوية مجلس الشيوخ وذلك في المدة من 1997 وإلى 2004 حيث فاز ثلاث مرات وأستطاع جذب انتباه الحزب الديمقراطي، لم يصدف أن أستفسرَ منه أي طرف أمريكي متنفذ لاجل السماح له بدخول هذا العالم : (من أي فخذ ومن أي أعمام أو خوال أنتَ يا أوباما ؟) لان كل تلك الجهات المتنفذه في تلك الدولة (العظيمة) كانت واثقة أن هذا رجل لاشيء يدور في دواخله إلا ماتتمناها تلك الجهات لامريكا..!! إذاً، فأن هذا الفوز ضَمِنَ للرجل أربع سنوات أخرى من العمل من أجل إتمام مشروعه السياسي لـلـ(ولايات المتحدة الأمريكية) وما يهمنا هنا، سياسته الخارجية عموماً والشرق ألاوسط خصوصاً، وأكيد يسير في العمل بطريقة تحقق المصالح الأمريكية ومن خلال الجهد لضمان توازنات دولية وإقليمية جديدة، تعتمد (القوة الناعمه) لتعزيز دور الولايات المتحدة الأمريكية في العالم . وكل ماقيل وكتب (وكل اربع سنوات يتكرر هذا) عن التوقعات حول حصول التغييرات في أهداف وتوجهات إلادارة الأمريكية بعد الإنتخابات الرئيسة ليس إلا إستهلاك إعلامي لأن الكل يعلم أن الطرفين المنافسين في الإنتخاب للفوز برئاسة هذه الإدارة نفس الثوابت غير قابلة للتغيير فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لدور الأمريكي وعباره عن ضمان مصالحها عن طريق الهيمنة وفرض هذه الهيمنه بكل الطرق و إذا كان لابد من التغيير فيحصل ذلك من الداخل وبحيث تكون خاضعاً لصالح هذه الثوابت في السياسة الخارجية التي غير قابلة للتغيير، الفارق الوحيد بدأ في ألاسلوب (وهذا أيضاً أصبح من الثوابت لكل طرف : الديمقراطي والجمهوري) عندما بدأت في ظهور أضرار فادحة أصابت الهيبة الأمريكية نتيجة حماقات في سياسة بوشين (الأب والإبن) ودور التطرف ماسميت بـ(المحافظين الجدد) حيث ظهر توجه من الديمقراطيين نحو إستعمال ماسميت بـ (القوة الناعمه) وهذا ليس بهدف اي تغيير في الثوابت بل لتعزيز هذه الثوابت بأقل الخسائر، وتم أضافة خلق (فوضى الخلاقة!) في أي منطقة يظهر فيها تهديد للثوابت الأمريكية وبذلك تغيير ميزان العمل الآمريكي لالحاق الخسائر الكبيره بأعداءها وتقليل خسائرها من خلال إبعاد المواجهات المباشره لها، وذلك بعد ثبوت فشل القوة العسكرية كأداة حصرية لحفظ المصالح في مدة حكم الجمهوريين، فقد كان الوعد بالتغيير طريق أوباما إلى ولايته الأولى التي شهدت خطوات على هذا الطريق، في حين يتوقع أن تشهد ولايته الثانية خطوات أبعد على المضمار ذاته معتمداً على دقة القوة الناعمة و مزيد من خلق الفوضى الخلاقة. جرى، ومايزال يجري الحديث عن الهزيمة الأمريكية في الخارج عموماً و في الشرق الأوسط دون أن نرى بالملموس من أنتصر بعد هزيمة امريكا ؟ ونحن من خلال قراءتنا المتواضعة نرى غير ذلك، وعندما سحبت إلادارة الأمريكية قواتها من العراق، قلنا (أن هذه الإدارة لاتشعر بإنهزام في العراق بل نرى ان امريكا وبقرار من قوى النخبة خرجت من العراق، وهي مرتاحة لما عملته ونفذته وتعرف أنها ادت الواجب بتدمير بلد وارهاق شعبه وقتل منهم أكثر من مليون، وهذه النخبة لاتخجل إذا كتبت كل اقلام الدنيا قائلتا: وشكل الإنسحاب الامريكي من العراق فشلاً ستراتيجياً كبيراً ومؤشراً للانسحاب من المشرق العربي كله، وأن قرار الإنسحاب من العراق ليس سوى قراراً يعكس فشلاً في أداء المهمة التي شنت الحرب لأجلها، وأن هذه الخطوة تعني طي فصلً اليمً من التاريخ الامريكي….!!) من المعلوم أن القوة السياسية لكي تكون مؤثره وذي إرادة تفرض قدرة إتخاذ القرار في النظام الدولي، تعتمد على أربعة أساسات مهمة وهي: قوة الإقتصاد والعسكر والتطور التكنلوجي وأخيراً التفوذ الثقافي، لنأخذ الأول، للاحتفاض على قوتها الإقتصادية، بالنسبة لأمريكا تمثل منطقة الشرق الأوسط بمواردها الهائله من الطاقة لها أهمية الكبيرة ضمن سعيها لإدامة مصالحها، وهي المصالح القادرة على حسم التنافس الأمريكي مع الأقطاب الدولية الأخرى، وبالتالي التأثير في وتيرة الصعود والهبوط والاحتفاظ في النهاية لأمريكا بموقعها الاستثنائي في النظام الدولي، وبعكس ما يتصور البعض (في الأقل في هذه المرحلة ولاكثر من السنوات العشر المقبلة) أن هذه المصالح في المنطقة لاتواجه الخطرالذي يؤدي إلى تغيير ميزان القوى لغير صالحها، وبغض النظر عن عصبية اكثرية الناس في المنطقة تجاه سياسة أمريكا العدوانية، وفي المقدمة دعمها الامحدود للكيان العبري الإستيطاني، فأن الإدارة الأمريكية الضامنة القوية المتنفذة في هذه المنطقة في جانب الحفاظ على مصالحها الثابتة الداعمة لقوتها الإقتصادية .
والأن عاد أوباما إلى البيت الأبيض، ورغم الصوره القاتمة لداخل أمريكا بعد أعلان فوز اوباما رسمتها صحيفة ليبيراسيون الفرنسية بقولها (وأميركا المنقسمة انتخبت رئيساً لم يمنحها الأمل بمستقبل أفضل، فـ52 في المئة من الناخبين يرون أن بلادهم تسيرفي المنحى الخطأ، أي أنها ليست على ما يرام، فأمريكا أولت ثقتها لقبطان من غير أن تعرف على أي ضفة سترسو سفينتها، وإلى أي وجهة سيوجه دفتها) فإنه مما لا شك فيه أنه ليس بإستطاعته أن يحد في سياساته عما يتلاءم ومقتضيات المرحلة الراهنة ومرتكزات الأمن القومي لبلاده وإعلاءً لمصالحها العليا منفتحاً على أهمية التحالفات والشراكة الدولية فقط عندما ينسجم مع ثوابت المصالح الأمريكية، إضافة إلى إلاستمرار في التمسك بما يسمى استخدام القوة “الناعمة” والدبلوماسية في السياسة الخارجية الأمريكية في مناطق لأمريكا فيه مصالح ستراتيجية، لبناء إجماع ستراتيجي وتحالفات ضرورية، ولكن لايكون ذلك الحمل الوديع كما يتصورالبعض عندما يرى أن ثوابت النخبة الأمريكية تواجه الخطر الحقيقي، في هكذا حالات لاتتردد إدارته في التعامل مع القضايا إلى اعتماد ستراتيجية “توفيقية” تمزج بين جوانب من – التدخلية الجازمة – التي تعلي من قيمة فرض السياسيات الفوقية أحادية الجانب….لتستمر ذات الستراتيجيات والسياسات خط المحافظين الجدد وإن اختلفت الوسائل والأدوات،، ليكون لسان حال واشنطن للعالم في ظل الإدارات الأمريكية المتعاقبة من جورج بوش الجمهوري المحافظ إلى باراك أوباما الديمقراطي رافع شعار القوة الناعمه (تعددت الإدارات.. ولكن الهدف واحد).
السليمانية


















