عن.. مصر والعراق

عن.. مصر والعراق
سعد عباس
كبيرا الأمة يُراد لهما أن يظلا تائهين مرتبكين، فيما نحلف كلنا دون استثناء أن الأمة لن تنهض إلا بنهوضهما، وهي لم تنتكس يوماً عبر التاريخ إلا حين يغرقان في مستنقع التيه والارتباك.
مصر التي نحبّ، تستنسخ ضياع العراق خطوة خطوة كما يبدو لنا جميعاً، سوى أنها لم تتعرض لغزو خارجي.
بمَ يختلف الإعلان الدستوري المخرّب في مصر عن قانون الإدارة الانتقالية المخرّب في العراق؟، كلاهما أسس لانحرافات ورسّخ لتناقضات مربكة وكرّس لطبقات نفعية تنشغل بمصالحها عن مصالح البلاد، وبمشاريعها عن مشروع الوطن.
اختطفت جماعات معلومة وغير معلومة ثورة يناير في مصر فتحول الثوار الى مطلوبين والثورة الى جريمة دبّرتها بليل قوى خارجية فتحولت فرحة الشعب بثورته الى مآتم متصلة وكوابيس متلاحقة، تماماً مثلما تم اختطاف العراق وتحويل فرحته بالخلاص من أسوأ أنظمة الاستبداد الى أكبر نكسة في تاريخه وأسوأ احتلال وأخطر اختلال في معادلاته الاجتماعية.
اليوم، يُراد لمصر بعد ما يقرب من عامين من التخبط وسوء الإدارة والثورة المضادة أن تكتب دستوراً بالطريقة ذاتها التي تم فيها كتابة الدستور في العراق، ليولد دستور مصر الجديد ميتاً كما ولد دستور العراق ميتاً.
بعد أكثر من 9 سنوات، لم يتقدم العراق خطوة واحدة الى الأمام خارج مستنقع مرحلة انتقالية يرى كثيرون أنها ليست سوى مراوحة في المكان إن لم تكن ردة الى خلف بعيد من الظلامية والارتباك وتراكم الأحقاد وتناسل الصراعات.
أخشى على مصر أن تعود الى ما هو أسوأ من أيام مبارك، لأن هذه هي النتيجة الوحيدة لما يجري على الأرض من رهانات عبثية على تكبيل المستقبل بقيود الماضي وعقده المزمنة.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من عندما يفهمك الآخرون بطريقة خاطئة، لا تتعب نفسك بالتبرير، فقط أدرْ وجهك واستمتع بالحياة فمن يعرفك جيدا لن يخطئ فهمك .
جواب جريء
ــ احذر أن تسلم لغيرك زمانك فيصبح كل من كان وراءك أمامك، فالحقير لا يكفيه دمارك بل يبني نفسه من حطامك .
/6/2012 Issue 4226 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4226 التاريخ 14»6»2012
AZP02
SAAB

مشاركة