عن .. السمع والطاعة ـ سعد عباس
… من الأخطاء الشائعة في القراءة الثقافية للمشهد السياسي العربيّ التبرئة المطلقة للجمهور من ارتكابات الحاكم أكان فرداً مستبداً أم جماعة أم حزباً أم تحالفاً لأمراء سلطة بأقنعة دينية وقبلية ، أو الاتهام المطلق للجمهور بصناعة المستبدين والمشاركة في ارتكاباتهم أو التحريض عليها أو غضّ النظر عنها.
أقول قراءة ثقافية. لأنّ القراءة الفكرية نادرة إن لم تكن معدومة. وفي الاستثناءات القليلة المتاحة خلال العقود الثلاثة الأخيرة لم تخضع هذه العلاقة بين الجمهور والاستبداد الى فحص رصين.
أسوأ مغالطة تمّ تسويقها لتعميم الاستبداد في عالمنا العربيّ على مدى قرون مفادها أن الديمقراطية تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
هذه المغالطة ابتلعها مثقفون، فكيف لا تقع في فخاخها أنساق المجتمع الأخرى التي حُرم الغالب الأعمّ منها من كفايته التعليمية والمعرفية؟.
تربّت أجيال عديدة على أن الاستبداد حلال ، وأنّ الديمقراطية حرام ، وهي تربية لا صلة لها بالشريعة الإسلامية بل بالتفسيرات المنحرفة والتأويلات المتعسفة، من جهة، وإسباغ الأغطية الدينية على عادات قبلية.
وتربّت أجيال عديدة على أنّ السمع والطاعة من أصول الشريعة، مع أنه ليس منها بأيّ صورة، لتناقضه الصارخ مع لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
والأسوأ أن السمع والطاعة لم يقف عند حدود الخلافة الراشدة أو العصرين الأمويّ والعباسيّ، كما لم ينحصر في حدود العلاقة بين الخليفة والرعيّة، إنما استطال وتفشّى في كل بيت حيث يلزم أن يسمع الأبناء آباءهم ويطيعوهم، وفي كل عشيرة حيث يلزم أن يسمع أبناؤها لشيخها ويطيعوه، بغضّ النظر عمّا إذا كان هذا الخليفة أو الأب أو الشيخ صالحاً أم طالحاً، وبغضّ النظر عمّا إذا كانت هذه الطاعة لأمر يتفق مع صحيح الشريعة أم لا، وبغضّ النظر عمّا إذا كانت هذه الطاعة سبيلاً للبناء أم الهدم.
وللحديث صلة.
سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول بيل كوسبي لا أعرف ما هو سرّ النجاح، لكن سرّ الفشل هو محاولة إرضاء الجميع ؟
جواب جريء
ــ قول بسمارك يكثر الكذب عادة قبل الانتخابات وخلال الحرب وبعد الصيد .
AZP02
SAAB