نبض القلم
عمود شبه يومي – طالب سعدون
إعتدت أن التقي القارىء الكريم عبر صحيفة الزمان الغراء في ثلاثة أيام بالاسبوع ( الاحد والثلاثاء والخميس ) من خلال عمود يمكن وصفه (شبه يومي) بالقياس الى عدد أيام صدور الصحيفة ، وهي خمسة أيام في الاسبوع ، وركز في إهتماماته على هموم الوطن والمواطن ، وتطلعاتهما وأمالهما ، ومتابعة العالم قدر ما أراه مهما في الكتابة ، أو له علاقة ، ومساس بالوطن ….
واقترحت على الاخ الدكتور أحمد عبد المجيد رئيس تحريرالزمان – طبعة العراق أن يعفيني من الالتزام معه ، ومع القارىء الكريم من الكتابة لثلاثة أيام لظرف خاص ، والاقتصار على يوم واحد وهو (الخميس) لحين تحسن ظرفي …
وعادت لي الرسالة منه ، بتعليق جميل يصلح أن يكون شهادة من رئيس تحرير صحيفة مهمة ، وأكاديمي متخصص ، لسنوات كتابتي الطويلة في الزمان ، ووجدت أن عبارته لا توحي بالمجاملة ، في مثل هكذا مناسبات ، بقدر ما تحمل قدرا مهما من المسؤولية عن الرأي ، والحقيقة في التقويم ، والمهنية في الخطاب ، والخلق الكريم الذي عرف به ، وقد تلخص بكلماتها القليلة رؤيته لتعاملي معه خلال سنوات طويلة ، أو مع المتلقي ، واحترامي للقارىء ، لانه هو من يقدر في النهاية ، ويعرف قيمة ما نكتب إذا كان مفيدا ، أو كان ثرثرة فارغة على الورق ، أو حواراً مع النفس لا يفهه الأخر، وليس معنيا به …
والعمود اليومي ، أو شبه اليومي بتلك الاهتمامات والشمولية صعب وسهل في أن معا :
صعب …
لانه يفرض على الكاتب الدقة والالتزام بكل شيء ، بدءا من الدقة بموعد ارسال العمود ، والتواصل المستمر مع هذا العالم المضطرب المليء بالاحداث ، وسريع الحركة ، ومع المواطنين والمسؤولين في الداخل ، خاصة في ساحة مثل العراق ، فيكون الكاتب الصحفي بمثابة عين المسؤول ، ولسان المواطن ، والبحث عن كل ما ينشر ويصدر، والكتابة الجادة بمستوى عال من المهنية ، والقدرة التحريرية ..
وسهل …لانه يوفر للكاتب فرصة مهمة تساعده على ملاحقة وتتبع هذا الكم الهائل من الاخبار والاحداث ، والمواقف في عمود يومي ، وتضمينه ما يراه مهما منها .. فعلى سبيل المثال لا يمكن للكاتب الصحفي أن يتجاهل ، او يغض الطرف عن احداث يومية متلاحقة وسريعة تفرض الكتابة عنها في وقتها ، أو يعطي رأيا قد يفيد فيها .. فكيف له مثلا ان لا يتابع خطوات الرئيس الامريكي دونالد ترامب المتلاحقة بسرعة ، التي اقدم عليها في الداخل خلال الايام الماضية في وقتها ، او على الصعيد الخارجي كتصريحاته حول الهجرة والعراق وإيران ، وردود الفعل عليها ، والحراك السياسي الداخلي السريع المليء بالمتغيرات ، ووقائع الحرب على الارهاب ، والهموم اليومية الكبيرة للمواطن بكل مجالاتها ، وحركة الدولة والمجتمع عموما، والقرارات المتعلقة بها ، وكل ما يستحق الكتابة عنه ..أحداث سريعة ومهمة تسهل عليك كتابة العمود اليومي ، أو شبه اليومي ، وتشجعك على الالتزام به ولا يمكن لعمود واحد أن يلاحقها كلها ، او يرضي فضولك الصحفي ، خاصة اذا كان الكاتب مهتما بهذا والعمود اليومي في الكتابات الجادة يحتاج الى مجموعة مواصفات في الكاتب تجمعها مهنية عالية ، يقدمها بلغة راقية جميلة سهلة ، تصلح ان يخاطب بها كل المستويات ، ومزاج صحفي ، لا تعكره الرتابة ، والتكرار، والالتزام الصارم بدون ملل ، وقدرة عالية على المتابعة والتواصل مع العالم ، وقراءة احداثه قراءة موضوعية …والعمود الصحفي عموما بكل أنواعه ، بدون تلك المواصفات يجعل كتابته موضوعا انشائيا ، أو ذاتيا لا يعني القارىء بشيء ، وبالتالي لا يكون أكثر من حيز مكاني فقط في الصحيفة ، يفضح قصور كاتبه ، وعدم قدرته على ممارسة هذا النوع من الكتابة ..
{{{
كلام مفيد :
من الحكم المفيدة ( الذي يشتري ما ليس في حاجة اليه يسرق نفسه ) ..