بغداد -عبدالحسين غزال
نفذت القوات العراقية الثلاثاء، عمليات أمنية نوعية أسفرت عن القضاء على خمسة عناصر من تنظيم داعش، فيما بدأت وزارة الهجرة والمهجرين بالإخلاء الفعلي لآخر مخيمات النازحين في جنوب الموصل.
وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، الثلاثاء، القبض على خمسة إرهابيين بينهم «هدف نوعي» في بغداد والأنبار وكركوك.
وقال رسول في بيان، إن جهاز مكافحة الإرهاب نفذ سلسلة من العمليات التي استهدفت شبكات لعصابات داعـش الإرهابيـة في مناطق مُتفرقة من البلاد. وأوضح، أن وحدات جهاز مُكافحة الإرهاب تمكنت من إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين، اثنان منهم في قضاء الفلوجة بالانبار، والثالث كان هدفاً نوعياً تم إلقاء القبض عليه في العاصمة بغداد. وأضاف رسول، أن جهاز مُكافحة الإرهاب نفذ عمليتين أخريين في كركوك أسفرا عن إلقاء القبض على عُنصرين من بقايا عصابات داعـش الإرهابية. فيما اعلن شيوخ ووجهاء عشائر الإسحاقي بمحافظة صلاح الدين شمالي بغداد، العثور على مقبرة جماعية جنوب مدينة تكريت، تضم رفات العشرات من المخفيين قسرا ممن اختطفتهم مليشيات اشتركت في عمليات تحرير البلدات من داعش قبل سنوات. وفي بيان تلقت الزمان نسخة منه، قال شيوخ ووجهاء العشائر إن المقبرة تقع بمنطقة جالي في ناحية الإسحاقي جنوب تكريت، وتضم العشرات من جثث المخفيين خلال عمليات تحرير المحافظة من داعش الإرهابي قبل أكثر من 3 سنوات. وأوضح البيان أن «القوات الماسكة للأرض (مليشيات) منعت الأهالي من حفر المقبرة والبحث عن أولادهم المغدورين». وقال البيان أنه بعد الضغط على تلك القوات، قاموا بإخبار مديرية شرطة الإسحاقي، ومن ثم مفاتحة المحكمة المختصة بالمنطقة، وقد تم إصدار قرار من قبل القاضي للتواصل مع دائرة مؤسسة الشهداء ومفوضية حقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر والمنظمات المختصة في هذا الشأن، بغرض حفر المقبرة والتعرف على الجثث أو إجراء فحوصات الحمض النووي.
وأكد وجهاء وشيوخ العشائر أن»هناك مقابر جماعية كثيرة، لكن القوات المسيطرة على الأرض تمنع الأهالي من حفر المقابر والبحث عن رفات أولادهم، خوفاً من الإعلام وفتح ملف المختطفين والمغيبين قسرياً».
فيما أفادت مصادر ببغداد، بأن وزارة الهجرة والمهجرين بدأت قبل يومين بالإخلاء الفعلي لمخيم «السلامية» آخر المخيمات للنازحين، التي تبقت في جنوب الموصل. وأبلغت المصادر، أن «الوزارة عازمة على إغلاق المخيم بحسب توصيات مجلس الوزراء وأمهلت ما تبقى من العائلات عدة أيام من أجل ترتيب أوراقها والعودة إلى مناطق سكناها»، مشيرة إلى أنه «لم يتبقَ سوى عوائل عناصر تنظيم داعش التي تكدست غالبيتها في مخيم الجدعة وهو المخيم الوحيد الذي سيبقى مفتوحاً خلال العام الجاري، وذلك لأن هذه العائلات لا تستطيع العودة بسبب الملاحقة العشائرية لها والرفض المجتمعي». وأضافت أن «أكثر من 4 آلاف عائلة كانت موجودة في مخيم السلامية بعضهم غادر بشكل طوعي خلال الفترة الأخيرة وبعضهم فُرض عليهم العودة وأصبحوا بين خيارين أحلاهما يعد مراً بالنسبة لهم، ولم يتبقَ إلا عدد قليل من العائلات يرجح أنها ستغادر أيضاً خلال الأيام القليلة المقبلة». وتابعت المصادر قولها، إن «المناطق التي توجه إليها النازحون في رحلة نزوحهم الجديدة كانت غالبيتها إلى مناطق غرب نينوى منها بعاج والقيروان وقرى في أطراف سنجار؛ وبهذا فإن غالبية سكان مناطق غرب نينوى قد عادوا باستثناء قصبات قضاء سنجار والقرى التي مسحت من على الأرض بسبب الحرب».
من جانبه؛ أفاد مدير دائرة الهجرة والمهجرين في قضاء الحمدانية محمد اياد، بأن «أكثر من 70 في المئة من نازحي سهل نينوى قد عادوا إلى مناطق سكناهم وبلغ عدد العوائل التي عادت منذ عام 2017 إلى اليوم أكثر من 41 ألف عائلة، اما ما يقارب 30 في المئة ممن لم يعودوا فهم من المسيحيين والإيزيديين الذين غادروا البلاد بعد أحداث 2014 وبعضهم استقر للعيش في الإقليم والبدء بحياة جديدة».