على جدران الأثلام

على جدران الأثلام
مرح التعمري
أرى عابرا
مر من خيوط تآكلت من سنين مرت علي
مر من الظلال المتلاشية
ها هو الظلام..
الأنامل الكونية جاءت لتشعل الطريق المعدوم
بالوميض الخافت
على جدران الأثلام..
أرى عابرا
يحمل الهموم
بجعبة من القش
على ظهره و العروق تنزف
عرقاً من حرقة الغياب..
أضعنا الأيام و طرقنا على الباب
الموجود بين جميع الأبواب النحاسية..
حدبة ظهره التوت من خروب الألم
آكل الزعفران
و الأقحوان..
و ما تبقى من أعواد الكبريت المطفأة
بات ميتاً من أوساخ الأفكار..
على الهامش..
على جدران الأثلام..
أرى عابراً
مزق الرسائل الصفراء القديمة
تنفس بعضاً من الحب و العشق
وانتشت ساعاته الأبدية لفرط السعادة
كان هنا
و الآن بعيداً في الأفق
ثارت دقائقها القرمزية..
على سمائه التي ابتلت بها
على جدران الأثلام..
أرى عابراً..
و فتاة شقراء أبدية..
تمشت على طريقه المجروح بالأشواك
و انتفخت وأدميت ركبتاها إلى أخمص قدميها
رسغ القدم أضحى مسروقاً..
و الكون مشوب بالعشاق المكتئبين..
من الارهاق..
من اللوعة..
من الاشتياق المكبل..
وكأن الوطن يرى العابرين،
عبر أروقة الهلاك المنسي
يتركون المكان
خاوياً من المشاعر الرهيفة..
التي تجردت من الطيبة..
الرجفة المتمردة..
وخدود الوجه الشاحبة
من القلب إلى الأحشاء
تتنافر فقاعات الحب
كأمطار السماء
الهاربة من الرياح
من أوكسجين الهواء
و الجوى المزخرف..
على الأشجار
في الخريف
من ينبوع الماء
طرحتي المرسومة
بأعواد العود
و الروح ميتة في الفضاء
لم أر الأم الباكية العنقاء
لم أر الزهور حول القبر..
لم أر سوى حجارة
ترممت على الرصيف المرئي..
و المراكب أخيلة في السراب..
كلنا نحب الدفء في الشتاء..
نحب تدفقات الدموع..
و حمرة المآقي..
و تراتيل البكاء
مهجورة..
تركت الأنفاس مختنقة
كأرواحهم المختلة..
في لاوعي تخثر الدم

AZP09

مشاركة