علم العراق رمز الوطن لا ديكور مكتب – سامي الزبيدي

علم العراق رمز الوطن لا ديكور مكتب – سامي الزبيدي

 

العَلم هو رمز وطني ورمز للأمة والبلد ورمز للسيادة وطالما تغنت الشعوب ومجدت أعلامها بأناشيد وأشعار حماسية وطالما ضحت من أجل علمها وطالما رفعته سواعد الأبطال في المعارك وعند الانتصارات الباهرة ونصبته فوق الذرى وفي الأعالي ابتهاجا بالنصر واعتزازاً بالوطن ،وفي عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي تغيرت كل القيم والمبادئ والسياقات في شتى المجالات ووصلت الأمور الى علم العراق فغيروه عدة مرات ليوافق رغبات شخصية وقومية وطائفية وسياسية ضيقة بعيداً عن رمزية شكله وألوانه وماذا تعني وطنياً وتاريخياً ، ثم أصبح العلم ديكور لمكاتب السياسيين والمسؤولين  مدنيين وعسكريين وحتى الموظفين الصغار وشيوخ العشائر وأصحاب المحلات وفي القاعات والمؤتمرات والمناسبات بدون ضوابط لحجمه وشكله ومكانه ومن له الحق بوضعه على مكتبه أو خلف كرسيه أو على جدار غرفته أو رفعه على سارية في مقره دون معرفة الضوابط والسياقات الخاصة باستخدام العلم ومتى يرفع ومتى ينزل ومتى ينكس وماهي مراسيم رفعه وخفضه .

لا يعرف الكثيرون ان العلم العراقي يجب أن يرفع فوق المباني الحكومية أما في المعسكرات والمؤسسات العسكرية والأمنية يجب أن يرفع صباحاً ويعزف بوق رفع العلم الذي يعرفه حتى المواطن البسيط الذي لو سمعه يقف إجلالاً واحتراماً لرفعه وتؤدى التحية له من قبل جماعة رفع العلم وأي شاهد لعملية الرفع ويجب خفضه مساء مع غروب الشمس ويعزف بوق خفض العلم وتؤدى التحية له كذلك ،أما بقاؤه مرفوعاً في الدوائر والمعسكرات أشهراً حتى تضيع معالمه و يتمزق فهذه جريمة بحق العلم ، وفيما ما يخص وضع العلم في المكاتب ودوائر المسؤولين والسياسيين وفي قاعات الاجتماعات وفي المؤتمرات وفي قاعات مجلس النواب ورئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء فالحديث عن هذا الموضوع طويل  يحتاج الى موضوع خاص لكن أقول باختصار انه ليس من حق كل مسؤول أو سياسي أو عسكري أو مدني وضع علم العراق على مكتبه أو خلفه أو أمام المكتب على سارية في ساحة مقره ودائرته فهناك ضوابط تحدد من له الحق وفق القانون بوضع العلم في مكتبه أو في ساحة دائرته أو على عجلته كما ان لكل مناسبة ولكل مكان قياس خاص للعلم ولعلم السارية  حجم معين لا كما نشاهده اليوم من فوضى في وضع العلم ومكانه وفي قياساته ويجب على رئاسة الوزراء أو رئاسة الجمهورية إعداد وإصدار الوصايا الخاصة بالعلم العراقي ومن هم المخولون بوضعه في مكاتبهم ودوائرهم أو رفعه على عجلاتهم وما هي أحجام العلم للمناسبات والمؤتمرات وفي العجلات وعلى السواري وأشير هنا الى وجود كراسة رسمية للجيش العراقي تخص علم العراق ومن هم القادة العسكريون المخولون بوضعه في مكاتبهم أو على عجلاتهم أو على سارية أمام مقراتهم وما هي سياقات رفع العلم وخفضه في المعسكرات وما هي أحجام العلم لكل هذه الحالات وللاستعراضات العسكرية وللمناسبات أما ما نشاهده من ارتجالية  وفوضى في وضع ورفع العلم العراقي من قبل مسؤولين حكوميين وموظفين وسياسيين ينتمون لأحزاب وحتى شيوخ عشائر و قادة وآمرين وضباط صغار في الجيش والشرطة في مكاتبهم أو غرفهم فهذا أمر يدل على  جهل السياسيين والمسؤولين لسياقات وضوابط استخدام ورفع العلم العراقي وعلى عدم احترام راية العراق ، وعلى الدولة والحكومة ووزاراتها ومؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية وضع حد لهذه التصرفات غير المسؤولة والتي تنم عن جهل في استخدام ورفع علم العراق عنوان السيادة ورمز الوطن ، وعلى الجهات ذات العلاقة إصدار التعليمات الخاصة بعلم  العراق وسياقات رفعه وخفضه ومن هم المخولون بوضعه في مكاتبهم ومكان وضعه في المؤتمرات والاجتماعات أو رفعه على السارية ومكانه خلال زيارات الرؤساء ومن بدرجتهم والمسؤولين الأقل مرتبة منهم وما هي قياسات (أبعاده) العلم لكل حالة .

مشاركة