علاوي بغداد

علاوي بغداد

الصباح له نكهة خاصة تختلف من شخص لآخر .. هو بداية لكل فجر جديد ..نور لكل عتمة مهما دام امدها .. في صبيحة ذاك اليوم كنت مفعمة بحيوية تامة كوني على موعد لتحديد مصير بات شبه معدوم لضآلتي المفقودة ..توجهت من منزلي بعد اتمامي ماتيسر من كتاب الله وركعتين لتسهيل مهمتي ..اتكلت على خالقي كعادتي اليومية واستفتحت طريقي بوجه سائق الكيا

(طريق عَلاوي بغداد) اتخذت المقعد ماقبل الاخير انا ووالدي وهو يردد لاتهابي شيئاً فقد قرأت لكِ ماتيسر من السور … قوتي المغلفة بذاك الحزن المستبد لاتنحني الا لخالقها ..احسست يومها بأن صوت الحق يصدح ويبقى شامخاً رغم آفة الظلم المستشري لدى البعض..الطريق بات اشبه برحلة اود انتهاءها لأُفرغ مافي جعبتي من جور دام لست سنوات ودخل سنته السابعة ..

وددت ان اسقط الكاهل الذي اثقل ذهني وجعلها في دوامة لانهاية لها .. امضيت الطريق وانا اسرد لوالدي عن سَير الدنيا بإتجاه عكسي مخالف لاستحقاق لايعرفه الاصاحبه وذوّ الضمير الناطق ، بينما انا اتمتم معه بحديث لأستغل زحام الطريق واذا بسائق الكيا يدخل بشجار مع احد عمال محطة البنزين كونه لم يدفع له ثمن تعبئة السيارة ! عم الصمت على الركاب وابتسم والدي فأجبته:- لربما سقطت النقود سهواً ؟

قال:- ربما ..محتمل .. اتضح بعدها بأنه لم يدفع الثمن بل،بات يحلف يميناً بأنه قد اعطى النقود لذاك العامل .. تناسيت قضيتي ومظلوميتي والتفتُ الى ذاك الامر ،خطرت في داخلي تساؤولات عدة؟

لماذا تسير بنا الدنيا على كذب وخداع ؟ وكيف للانسان ان يحيا بلاضمير بلا رادع يكون الحد الفاصل بين الحق والباطل؟ ومتى سيتم قطع جذور ذاك الباطل ؟التساؤولات جمة كأنه لم يكن طريقاً لمدة ساعتين بل كان طريقاً حافل بباطل مغلف بيمين كاذب واهازيج يجتاحها الزور والبُهتان دون جدوى للحصول على موقف حق .. حينها ذهبت نشعة الصباح وذهب معها املي في الحصول على انصاف لمظلوميتي المكنونة في داخلي وقرأت على الحق السلام في دنيا سادها الظلم والظلام الا مارحم ربي ..

نهى العبدلي

مشاركة