عقوبات بريطانية وأوربية على الحرس الثوري ومسؤولي التعبئة الثقافية في إيران

لندن‭- ‬بروكسل‭ – ‬الزمان‭ ‬

فرضت‭ ‬بريطانيا‭ ‬الاثنين‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬إضافي‭ ‬من‭ ‬مسؤولي‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني،‭ ‬في‭ ‬أحدث‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬تجميد‭ ‬الأصول‭ ‬وحظر‭ ‬التأشيرات‭.‬

وأعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬أنها‭ ‬فرضت‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬خمسة‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مؤسسة‭ ‬تدير‭ ‬استثمارات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬المحلية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬المحليين‭ ‬للحرس‭.‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬لندن‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬قمع‭ ‬طهران‭ ‬الدامي‭ ‬لمحتجين‭ ‬يطالبون‭ ‬بحريات‭ ‬اجتماعية‭.‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني‭ ‬جيمس‭ ‬كليفرلي‭ ‬‮«‬نتخذ‭ ‬اليوم‭ ‬إجراءات‭ ‬بحق‭ ‬قادة‭ ‬كبار‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬مسؤولين‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الأموال‭ ‬للقمع‭ ‬الوحشي‭ ‬للنظام‮»‬‭.‬وأضاف‭ ‬‮«‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬شركائنا‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬سنستمر‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬مسعاه‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬‭.‬جمّدت‭ ‬بريطانيا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬أصول‭ ‬عشرات‭ ‬الشركات‭ ‬والشخصيات‭ ‬الإيرانية‭ ‬وحظرت‭ ‬دخولها‭ ‬إلى‭ ‬أراضيها،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المستهدفين‭ ‬قادة‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬والمدعي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬طهران‭.‬وفُرضت‭ ‬آخر‭ ‬حزمة‭ ‬عقوبات‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬إيران‭ ‬إعدام‭ ‬المواطن‭ ‬البريطاني‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬رضا‭ ‬أكبري‭ ‬بتهمة‭ ‬التجسس‭ ‬لصالح‭ ‬لندن،‭ ‬وقد‭ ‬أثار‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحكم‭ ‬تنديدا‭ ‬غربيا‭ ‬واسعا‭.‬

فيما‭ ‬فرض‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الاثنين‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للثورة‭ ‬الثقافية‭ ‬وثمانية‭ ‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬خطيب‭ ‬الجمعة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬مشهد‭ ‬أحمد‭ ‬علم‭ ‬الهدى،‭ ‬معتبرا‭ ‬أنهم‭ ‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬وحضّ‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬‮«‬إنهاء‭ ‬القمع‭ ‬العنيف‭ ‬للاحتجاجات‭ ‬السلمية،‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬الاعتقال‭ ‬التعسفي‭ ‬لإسكات‭ ‬الأصوات‭ ‬الناقدة‭ ‬والإفراج‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬الموقوفين‭ ‬ظلما‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬بيان‭ ‬صدر‭ ‬اثر‭ ‬اجتماع‭ ‬لوزراء‭ ‬خارجية‭ ‬دول‭ ‬التكتل‭ ‬في‭ ‬بروكسل‭. ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إنهاء‭ ‬إصدار‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬الإعدام‭ ‬بحق‭ ‬المتظاهرين،‭ ‬وإلغاء‭ ‬أحكام‭ ‬الإعدام‭ ‬الصادرة‭ ‬وضمان‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬الواجبة‭ ‬لجميع‭ ‬المعتقلين‮»‬‭.‬وطالبوا‭ ‬طهران‭ ‬بوقف‭ ‬‮«‬احتجاز‭ ‬مدنيين‭ ‬أجانب‭ ‬لغرض‭ ‬تحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‮»‬‭. ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الحزمة‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬العقوبات،‭ ‬صارت‭ ‬التدابير‭ ‬التقييدية‭ ‬الأوروبية‭ ‬تشمل‭ ‬204‭ ‬أشخاص‭ ‬و34‭ ‬كيانا‭ ‬إيرانيا‭. ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬تجميد‭ ‬الأصول‭ ‬وحظر‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬وشهدت‭ ‬إيران‭ ‬تظاهرات‭ ‬كثيفة‭ ‬منذ‭ ‬وفاة‭ ‬الشابة‭ ‬الكردية‭ ‬الإيرانية‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭ (‬22‭ ‬عاما‭) ‬في‭ ‬16‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭ ‬بعد‭ ‬توقيفها‭ ‬لدى‭ ‬شرطة‭ ‬الأخلاق‭ ‬بتهمة‭ ‬عدم‭ ‬التزامها‭ ‬بقواعد‭ ‬اللباس‭ ‬الصارمة‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭.‬وأوقفت‭ ‬إيران‭ ‬مذاك‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬وفق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنظمات‭ ‬حقوقية‭.‬

مشاركة