عصاي كانت مع من عصاني – نص شعري – غزاي درع الطائي
إلى حفيدي البعيد ( آدم مخلَّد )
أبكي على زماني
أبكي على مكاني
أبكي على الأفكارِ والأوزانِ والمعاني
أبكي على الأعوامِ والسّاعاتِ والثَّواني
على العراقِ : الشّعبِ والأشجارِ والمباني
والبيدِ والسُّهولِ والجبالِ والمواني
والنّازحينَ كلِّهِمْ وكلِّ مَنْ يُعاني
أبكي على نفسي التي تبكي بلا تواني
أبكي على حظّي العراقيِّ وحظِّ شاني
أبكي على قصائدي
وسيفيَ اليماني
أبكي على المضمارِ بل أبكي على حصاني
أبكي عليكَ أيُّها البعيدُ عن عَياني
يا لؤلؤي في عالمِ الوجدِ ويا جُماني
ويا بياني كلَّما احتجتُ إلى بيانِ
أراكَ ها أنتَ معي هنا ولا تراني
يابسةٌ ما بيننا
وبيننا مواني
وأنجمٌ وسيطراتٌ عددَ الثَّواني
ثم مبانٍ قبلَها وبعدَها مباني
مستعرٌ بالوجدِ محمولٌ على الحَنانِ
والحبُّ والبعدُ على صدريَ يجلسانِ
لو قيلَ ( آدمٌ ) أتى
قفزتُ من مكاني
لستُ أرى كأنَّني
أسيرُ في دُخانِ
ماذا دهاكَ أيُّها الحبُّ وما دهاني
وا أسفاً أراعَني الحبُّ وما رعاني
وا أسفاً عصايَ كانتْ مع مَنْ عصاني
هذا جوادي شاردٌ مُقطَّعُ العِنانِ
قد كنتُ دوماً لامعَ المعدنِ والبيانِ
وكنتُ نجماً في سماواتِ الهوى المُصانِ
وها أنا قد صرتُ سيفاً صَدِئَ السِّنانِ
وصرتُ ضامناً ولكنْ دونما ضمانِ
نسيتُ ما أهديتُ من شِعريَ للحِسانِ
نسيتُ ما قد كسَّرَتْ كفّايَ من أواني
لم يبقَ من أحبَّتي
شيءٌ سوى الأماني
في غيهبٍ رماهُمُ الوقتُ كما رماني
إذْ واحداً فواحداً
فرّوا إلى الأمانِ
آخرُهُم
آخرُهُم
آخرُهُم
حصاني
يا صاحِبَيَّ في طريقِ الحبِّ عللاني
ألا اربطا على فؤادي واربطا لساني
وصدِّقاني بالذي أقولُ صدِّقاني
باقٍ أنا مع العراقِ ثابتَ الجَنانِ
باقٍ مع العراقِ في السِّلمِ وفي الطِّعانِ
باقٍ مع العراقِ بالرّوحِ وبالكيانِ
باقٍ مع العراقِ حتّى آخرِ الزَّمانِ
باقٍ
مع
العراقِ
حتّى
آخرِ
الزَّمانِ


















