عش كريماً أو مت عزيزاً

عش كريماً أو مت عزيزاً

 سأل سائل فيلسوفا كيف تستطيع أن تقنع انسانا أن يثور ؟ أجاب الفيلسوف بأن اؤكد له أن الانسان يجب أن يعيش كريما أو يموت كريما .

ان قول الفيلسوف هذا قول فصل في أن تكون للانسان ثمة كرامة يحياها على وجه الأرض أو أن يموت دونها .

وقد قيل أنه بالكرامة يحيا الانسان والا فان العبودية تبقى تقيدعنقه ذليلا مهانا .

قامت الكثير من الثورات لتحرير الانسان من الاستغلال والاستبداد والعبودية وأن يعيش هذا الانسان كريما ويموت كريما .

ومن الامثلة على هذه الثورات ثورة العبيد التي قادها سبارتكوس ضد سلطة روما الغاشمة التي كانت تنظر الى العبيد نظرتها الى الحيوان ، ورغم فشل هذه الثورة الا أنها كانت أول صرخة هددت كيان امبراطورية .

وفي العصر الحديث تعتبر الثورة الأمريكية ضد الانكليز مثالا لنيل الحرية بعد أن رفع الثوار شعارا بأن يعيشوا كراما ويموتوا كراما ، وكان نجاح هذه الثورة ايذانا باقامة دولة مستقلة في القارة الأمريكية .

وبعد هذه الثورة بسنوات قليلة قامت الثورة الفرنسية عام 1789 رافعة شعار الحرية والأخاء والمساواة وأنهت حكما ملكيا مستبدا ، ورغم أن هذه الثورة تخبطت في مسيرتها أول الأمر وأريق فيها الكثير من الدماء الا أنها أرست فيما بعد مبادئ حقوق الانسان . ومن الجدير بالذكر أن هذه الثورة وغيرها من الثورات لم تقم لمجرد وقوع الظلم على الناس دون أن يرافقه احساس بهذا الظلم ، ذلك أن المظالم دائما ما تتكرر على الشعوب فان لم تكن ردة فعل قوية ضد هذه المظالم فيها وقفة للمراجعة بأنه لم تعد للانسان جدوى من حياته تحت قيود الذل والخنوع للسلطة الجائرة .. فهذا يعني أنه لا عيش بكرامة ولا موت بكرامة .

لقد توفر العيش الكريم في كثير من بلدان العالم ونالت شعوبها حقوقها ، غير أن دول العالم الثالث ما تزال تفـــتقر الى القليل من هذه الحقوق ، بل أن حكوماتها ما تزال تضرب بيد من حديد كل معارضة تدعو الى الحرية .

وما حدث في السنوات الأخيرة في وطننا العربي بما يسمى بالربيع العربي أدت الى نتائج عكس ما نتوقع.. لقد سقطت حكومات وجاءت حكومات جديدة غير أن الحال تغير الى ما هو اسوأ مما كان بل وعمت الفوضى وضاعت معالم الطريق .

وبعد ذلك كله أترانا نحن نعيش العيش الكريم في هذه البقعة من الأرض أم أننا فقدنا هذا العيش بعد أن تجرعنا كل صنوف المرارة والألم والحزن وسط مشاهد تقشعر لها الأبدان بما فيها من قتل وارهاب وتهجير .

وبالعودة الى حكمة الفيلسوف بأن الانسان يجب أن يعيش كريما أو يموت كريما ..هل ترانا ننقاد الى هذه الحكمة أم نتجاهلها ؟

ناجح صالح –  كركوك

مشاركة