عشرات القتلى بغارات إسرائيلية على غزة

ينابيع المعرفة

غزة (الاراضي الفلسطينية) (أ ف ب) – أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة الجمعة مقتل 24 شخصا على الأقل، بينهم 10 من عائلة واحدة، في غارات إسرائيلية جديدة على القطاع، غداة رفض حماس مقترحا إسرائيليا بشأن هدنة جديدة ودعوتها إلى اتفاق يؤدي إلى وقف الحرب.

وشدد رئيس وفد حماس في المفاوضات خليل الحية على رفض “الاتفاقات الجزئية”، مبديا استعداد الحركة لإبرام اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ نحو 18 شهرا.

ودعا الحية أيضا إلى ممارسة ضغط دولي لإنهاء الحصار الإسرائيلي المُطبق على غزة والذي بدأ في الثاني من آذار/مارس.

وتأتي هذه المناشدة بعد أن حذّرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع ونقص الأدوية وغيرها من الضروريات الأساسية في القطاع الفلسطيني المنكوب الذي يعيش فيه نحو 2,4 مليون شخص.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل في ساعة مبكرة من صباح الجمعة “عثرت طواقمنا على جثامين 10 شهداء بالإضافة إلى العديد من الجرحى في منزل عائلة بركة والمنازل المحيطة به والتي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بني سهيلا بشرق خان يونس”.

كما أفاد الدفاع المدني بمقتل 14 شخصا آخرين على الأقل في غارات إسرائيلية في مختلف أنحاء القطاع، من بينها غارتان على الأقل أصابتا خياما تؤوي نازحين.

ويعيش مئات الآلاف من الأشخاص في الخيام بعد محاولاتهم المتكررة للفرار من القصف والقتال منذ بدء الحرب إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وكثّف الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي ووسع نطاق عملياته البرية في قطاع غزة منذ استئناف هجومه في 18 آذار/مارس بعد انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى بدأ في 19 كانون الثاني/يناير. وأرادت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى للاتفاق، بينما أصرت حماس على إجراء مفاوضات للمرحلة الثانية وفق خطة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

– “اتفاقية شاملة” –

أفاد مصدر من حماس وكالة فرانس برس أن الحركة أرسلت ردا مكتوبا الخميس إلى الوسطاء بشأن مقترح إسرائيل لوقف إطلاق النار لمدة 45 يوما مع المطالبة بالإفراج عن عشرة رهائن أحياء تحتجزهم الحركة، وفق حماس.

كذلك نص المقترح الإسرائيلي على إطلاق سراح 1231 معتقلا فلسطينيا ودخول مساعدات إنسانية إلى غزة.

وأوضح مسؤول في حماس أن الاقتراح ينص على نزع سلاح حماس لضمان نهاية كاملة للحرب، وهو ما ترفضه الحركة.

وقال خليل الحية في خطاب مصور مساء الخميس “الاتفاقات الجزئية يستعملها (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو وحكومتُه غطاء لأجندته السياسية … لن نكون جزءا من هذه السياسة”.

وأضاف أن حماس مستعدة “للتوصل لاتفاقية شاملة حول تبادل الأسرى رزمة واحدة، مقابل وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة وإعادة الإعمار”.

قُتل ما لا يقل عن 1691 شخصا في غزة منذ استئناف الجيش هجومه، ما يرفع إجمالي عدد القتلى منذ اندلاع الحرب إلى 51065 شخصا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس.

– “لا يوجد طعام” –

وقال الحية في بيان إن “المجتمع الدولي مطالب بالتدخل الفوري وممارسة الضغوط اللازمة لإنهاء الحصار الظالم على شعبنا في قطاع غزة”.

جاء ذلك فيما حذّرت الأمم المتحدة الاثنين من أن قطاع غزة يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان إنه لم تصل اي إمدادات إلى غزة منذ شهر ونصف شهر.

وأكد الصياد الغزي عبد الحليم قنن لوكالة فرانس برس أن عائلته لجأت إلى أكل لحم السلاحف.

وقال “لا يوجد طعام. لذا فهو مصدر بديل للبروتين”.

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء أن بلاده ستواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة كوسيلة للضغط على حماس.

ويأتي الحصار فيما تحوّل إسرائيل مساحات واسعة من غزة إلى مناطق عازلة أرغمت مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح منها.

وأظهرت حسابات أجرتها وكالة فرانس برس استنادا إلى خرائط أصدرها الجيش أن إجمالي المساحة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية تزيد عن 185 كيلومترا مربعا، أي نحو 50 في المئة من قطاع غزة.

 

مشاركة