عرباين وضجيج
فجرا تكاسلت في الخروج وارسلت فهدا للعمل الساعة 8 تناولت افطاري واستكان الشاي غيرت ملابسي وخرجت مشيا، عبرت احدى صبات سجن منطقتي ذات الاسوار الكونكريتية، اخذت كيا لباب المعظم واوصلني الى بداية الشواكة ، دخلت الشواكة وذكريات الماضي الجميل بين بائعي الشبك والحبال ولوازم الصيد ومحلات السمك والاجبان، وخرجت منها وسط حارات اهلنا القديمة لحافة النهر لاستقل الزورق الخشبي.. ياجمال دجلة وماءه ذلك العطر البغدادي المميز ..
أقلني الزورق لجهة شارع النهر وشارع السموأل وسوق التجار وبيع السجاد القديم والانتيكة لأشاهد ابداعات كل امناء العاصمة في هذه الاماكن الجميلة والرائع. ولكن كيف لرجل او امراة لايملكون ذرة نظافة او وطنية ان يجعلوا من بغداد نظيفة وبعدها تجولت في شارع النهر والملابس الشعبية ، دخلت شارع الرشيد لأشتري قهوتي المفضلة ومنها الى داخل الشورجة وسوق التوابل الى البلاستك والى شارع الجمهورية بين الازقة والمحلات التي اعرف اغلب اصحابها منذ زمن طويل لاجلس عند صديق وشاي هنا وحامض هناك واخر يصرخ على الكباب وحبيب يقدم لي البرتقال.
خرجت ظهرا وقد شربت اكثر من عشر اقداح شاي مع علاكة طلبات لسيدة بيتي انا شاهدت في كل سنين حياتي عشرات الدول والمطارات ومنتجعات ومدنا وسواحل وبلاجات وجمال طبيعة وتنوكلوجيا وتطور .
كل هذه الاماكن تشد انتباهي تدهش عيني تشغل كامرتي ولكن هنا روحي هنا غذاء الروح رغم كل شي رغم الالم رغم التخلف العمراني والبيئي
ولكن هنا اهلي واصدقائي
هنا طفولتي وتسلسل تاريخي
هنا وطني هنا العراق
يزي قهر
احمد ثامر الجبوري