عراقيو المريخ والطيور
وغدت قسوة العيش رفيقاً للعراقيين وصفة ملازمة لهم.. وأثر ذلك على تعاملهم مع الجميع حتى مع الطيور الوديعة والجميلة والتي قررت الهجرة من المريخ إلى كوكب آخر.. فطرحت قضاياها أمام القاضي للنظر بها..
إذ قدم الديك شكوى مفادها: إنَّ العراقيين يتضايقون من صياحه، زاعمين إنَّه يصيح في الواحدة أو الثانية صباحاً حسب مزاجه، زاعجاً النيام لاسيما وأنَّه يستخدم حائط الجيران بلا استئذان! وكان يفترض به أن يلتزم بالاتفاق “ويعوعي” الفجر.. والحق دافع الديك عن نفسه وقضيته بقوة قائلاً: “إنَّ هذا التصرف هو تكميم للأفواه.. وإعتداء على الحريات الشخصية.. فما دمت لم أشتم أحداً ولم أسيء لشخصٍ فليس من حقهم منعي من الصياح متى ما شئت.. ولي الحق أن أصعد على أي منبر”!!
أمَّا طيور الحب فهي الأخرى قدمت شكوى تطالب فيها بالهجرة؛ لأنّ المريخ لم يعدّ صالحاً للحب، فكلما يهمس بإذن حبيبته يشعر بالارتجاج والاهتزاز.. وتبداً أصوات النحيب تعمّ المكان.. ولمَّا قرر أن يستمر بالحب ويقاوم قساوة الحياة ويؤكد نبضها تعرض للإستهزاء والاتهام بالقول: “شوف هذا البطران الدنيا محترقة وهو كاعد يحب..”! وبصراحة شعر القاضي بإحراج كبير من هاتين الشكوتين.. وإصرارالطائرين على الهجرة.. فماذا لو هاجر الديك؟! إلا يعني ذلك بقاء الدجاجات بلا رجل!
ثمَّ من أين سنأتي بالبيض؟ّ الذي هو محبوب العراقيين في الأفطار.. وخادم جليل لنساء الفيسبوك كوجبة عشاء!! لذا قرر القاضي إرضاءهم واحتواء الموقف، فقال: “بالمناسبة شعب المريخ يريد يوجه تهنئة لشعب الطيور لمناسبة عيد الحب.. بس منو رئيسكم الطاووس لو النسر؟”!
زينب فخري