عدد قياسي للاجئين بالعالم يقترب من 110 ملايين..والهجرة العراقية إلى الخارج مستمرة

جنيف‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬بغداد‭ – ‬الزمان‭:‬

أعلنت‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬الأربعاء،‭ ‬عن‭ ‬أنّ‭ ‬110‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اضطروا‭ ‬للفرار‭ ‬من‭ ‬ديارهم،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬للاجئين‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬يوما‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬المرتفع،‭ ‬فيما‭ ‬قال‭ ‬خبراء‭ ‬لـ‭ ‬الزمان‭ ‬إن‭ ‬هجرة‭ ‬الشباب‭ ‬العراقي‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬مشرعة‭ ‬الأبواب،‭ ‬لتوفر‭ ‬الأسباب‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬ملاذ‭ ‬آمن‭ ‬ومستقر،‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭. ‬

وقال‭ ‬التقرير‭ ‬الأممي‭ ‬ان‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬والغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬والأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬يفاقم‭ ‬من‭ ‬اعداد‭ ‬اللاجئين‭. 

وتتحدث‭ ‬رئيس‭ ‬منتدى‭ ‬الاعلاميات‭ ‬العراقيات،‭ ‬والباحثة‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة‭ ‬بالعراق،‭ ‬نبراس‭ ‬المعموري،‭ ‬عن‭ ‬إن‭ “‬المواطن‭ ‬العراقي‭ ‬آمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬التغيير‭ ‬بعد‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٠٣‬،‭ ‬سوف‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬حقوقه‭ ‬الدستورية،‭ ‬ويوفر‭ ‬له‭ ‬حياة‭ ‬طبيعية،‭ ‬لكن‭ ‬الاحداث‭ ‬مضت‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬آخر،‭ ‬ما‭ ‬أصاب‭ ‬الفرد‭ ‬العراقي‭ ‬سيما‭ ‬الشباب،‭ ‬بالإحباط،‭ ‬واستمر‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬الهجرة،‭ ‬او‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬مختلفة‭”. ‬

واعترفت‭ ‬المعموري‭ ‬بأن‭ “‬هجرة‭ ‬الشباب‭ ‬لاسيما‭ ‬النساء‭ ‬مستمرة،‭ ‬لينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬خسارة‭ ‬العراق،‭ ‬مواردا‭ ‬بشرية‭ ‬مهمة‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الشباب،‭ ‬وهم‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬الاهم‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تستثمر‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬ومفيد‭”. ‬

‭ ‬وقالت‭ ‬المعموري‭ ‬إنها‭ “‬ترصد‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أخطر‭ ‬وهو‭ ‬غياب‭ ‬الشعور‭ ‬بالهوية‭ ‬والمواطنة‭ ‬والفخر‭ ‬بالعراق،‭ ‬وهو‭ ‬الدافع‭ ‬الأخطر‭   ‬من‭ ‬بين‭ ‬دوافع‭ ‬الهجرة‭ ‬المختلفة‭”.  ‬واستطردت‭: “‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬العراقية‭ ‬النسوية،‭ ‬تغادر‭ ‬البلاد،‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس‭”‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ “‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬يغادرن‭ 

مع‭ ‬ازواجهن‭ ‬الذين‭ ‬قرروا‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬الخارج،‭ ‬فيما‭ ‬كفاءات‭ ‬اكاديمية‭ ‬تغادر‭ ‬العراق‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭”.  ‬وارجعت‭ ‬المعموري‭ “‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬نفور‭ ‬الفرد‭ ‬العراقي‭ ‬من‭ ‬بلده،‭ ‬إلى‭ ‬البطالة،‭ ‬والنزاعات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لاسيما‭ ‬العشائرية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي،‭ ‬وانهيار‭ ‬البنى‭ ‬التحية‭ ‬في‭ ‬المدن،‭ ‬وغياب‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القطاعات،‭ ‬والروتين‭ ‬في‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة‭”. ‬

وتدعو‭ ‬المعموري‭ ‬إلى‭ “‬عمل‭ ‬مؤسساتي‭ ‬يتبنى‭ ‬مشروع‭ ‬توطين‭ ‬الشباب‭ ‬ويعزز‭ ‬ثقتهم‭ ‬بأنفسهم،‭ ‬عبر‭ ‬مشاريع‭ ‬تشغيل‭ ‬تجد‭ ‬لهم‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬والسكن‭”.  ‬ويتحدث‭ ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بغداد،‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الذهبي،‭ ‬لـ‭ ‬الزمان،‭ ‬عن‭ “‬المواطن‭ ‬العراقي‭ ‬لاسيما‭ ‬الشاب،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتمسك‭ ‬بالحلم‭ ‬الاوربي،‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬في‭ ‬محاوله‭ ‬منه‭ ‬لتحسين‭ ‬حالته‭ ‬المعيشية،‭ ‬او‭ ‬لتحقيق‭ ‬حُلْم‭ ‬ظل‭ ‬يراوده‭ ‬طيلة‭ ‬حياته‭”.  ‬واعتبر‭ ‬الذهبي،‭ ‬إن‭ “‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أساليب‭ ‬الهجرة‭ ‬يتم‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬لدى‭ ‬البعض،‭ ‬كسبيل‭ ‬اضطراري‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الفقر‭ ‬وانعدام‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬فيختار‭ ‬أولئك،‭ ‬ترْك‭ ‬بلدانهم‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬ذات‭ ‬قوانين‭ ‬وتقاليد‭ ‬عريقة‭ ‬في‭ ‬استقبال‭ ‬اللاجئين‭ ‬مثل‭ ‬بريطانيا،‭ ‬ألمانيا،‭ ‬السويد،‭ ‬النرويج،‭ ‬فنلندا،‭ ‬بلجيكا،‭ ‬هولندا،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وهي‭ ‬الدول‭ ‬الاكثر‭ ‬اقبالا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬في‭ ‬العالم‭”.  ‬وأفادت‭ ‬المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬السنوي‭ ‬إن‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬للاجئين‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬بلادهم‭ ‬أو‭ ‬النازحين‭ ‬داخليًا‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬أبدًا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬المرتفع‭. ‬وأوضحت‭ ‬المفوضية‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬السنوي‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬النازحين‭ ‬أو‭ ‬اللاجئين‭ ‬كان‭ ‬يبلغ‭  ‬108‭,‬4‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬19‭,‬1‭ ‬مليونا‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬العدد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2019،‭ ‬وهي‭ ‬زيادة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭. ‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬المفوضية‭ ‬فيليبو‭ ‬غراندي‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ “‬لدينا‭ ‬110‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬فروا‭ ‬بسبب‭ ‬الصراع‭ ‬والاضطهاد‭ ‬والتمييز‭ ‬والعنف،‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬غالبا‭ ‬دوافع‭ ‬أخرى،‭ ‬سيما‭ ‬تأثير‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭”.    ‬ورحب‭ ‬غراندي‭ ‬بالتقدم‭ ‬الذي‭ ‬أحرزه‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬سياسة‭ ‬الهجرة‭ ‬ووصفه‭ ‬بأنه‭ ‬محاولة‭ ‬جيدة‭ ‬لموازنة‭ ‬التوتر‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬وأنه‭ “‬عادل‭ ‬نسبيًا‭”.  ‬وينص‭ ‬الإصلاح‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬تضامن‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬اللاجئين‭ ‬وفحص‭ ‬سريع‭ ‬لطلبات‭ ‬اللجوء‭ ‬لبعض‭ ‬المهاجرين‭ ‬على‭ ‬الحدود‭. ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬يصادق‭ ‬عليه‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬قبل‭ ‬تطبيقه‭. ‬

وقال‭ ‬المفوض‭ ‬السامي‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬بدء‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تدفق‭ ‬المهاجرين‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬القدوم‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬رحلتهم‭ ‬الطويلة‭. ‬لكنه‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ “‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الباب‭ ‬مفتوحا‭” ‬لطالبي‭ ‬اللجوء‭. 

وشدد‭ ‬غراندي‭ ‬على‭ ‬أن‭ “‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يودعوا‭ ‬السجن‭”‬،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ “‬طلب‭ ‬اللجوء‭ ‬ليس‭ ‬جريمة‭”. ‬وهو‭ ‬يدين‭ ‬خصوصا‭ ‬خطة‭ ‬لندن‭ ‬لإرسال‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬رواندا‭ ‬ويشعر‭ ‬بالقلق‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬

‭ ‬وأقر‭ ‬غراندي‭ ‬بأن‭ ‬المنظمة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ “‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مالي‭ ‬جيد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭” ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للصليب‭ ‬الأحمر‭. 

والدول‭ ‬التي‭ ‬تستضيف‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬هي‭ ‬تركيا‭ (‬3,6‭ ‬ملايين‭) ‬وألمانيا‭ (‬2,1‭ ‬مليون‭). ‬

مشاركة