عبّارة الموت – همسة السامرائي

عبّارة الموت – همسة السامرائي

نعم عبارة او مرسى النجاة والحياة تحول في صبيحة يوم 3/21 الى عبارة الموت في أول أيام عيد الربيع والذي يصادف عيد الام ، حيث يحتفي أبناء الشمال بهذا اليوم عن طريق التنزه والخروج الى الأماكن الترفيهية للترويح عن النفس لما يكون لهذه الأيام نصيب من جمال الطبيعة الساحر في ربوع الشمال الحبيب ، فقد كانت حصة أهل الموصل الحدباء نهر دجلة المعروف  بسرعته وعمقه وصعوبة السباحة فيه الأ اذا كان سباح متمكن، مابالكم ان كان السد قد فتح والعبارة حملت هذا العدد أكيد وحتمأ ستحل كارثة وفعلا حلت المصيبة وإسودت سماء الحدباء في هذا اليوم المشرق ، في عيد الأم تيتم العشرات ولربما المئات من الأمهات ، وأمهات عاصرن شعور فقد الأبناء وشباب بعمر الورد، برأيكم من المسؤول وهل سينال عقابه؟ كيف ومن سيجازيه على فعلته المشينة ؟! قبل يوم بالضبط كنت مسافرة مرورا بالموصل وكنت قد التقيتها بعد غياب دام لسنوات عديدة ، كنت فرحة بلقائها وبذات الوقت حزينة جدا ، فرحة لإني وجدت العالم مقبل على حياة جديدة حياة لابد من إستمرارها رغم ماحل بهم من مصائب وأهوال ، وجدت الموصليين يلهثون وراء لقمة العيش كل منهم يرمي الى عيشه بالطريقة التي تتسبب في حصوله على رزقه، ومن جانب آخر تألمت كثيرا لإني وجدت الدمار والخراب بهذه المدينة الأثرية العريقة بحضارتها وتأريخها ، ومما لفت إنتباهي وشدني إليه هو دجلة ، دجلة الخير وجدت الماء كان قد أصبح قليل جدا حتى إني كنت أقول في قرارة جوفي إن دجلة لبضع سنوات أخرى سوف يجف إن بقي على هذا الحال ، وأنصدم وأتفاجأ في اليوم التالي بغرق المئات من أهلها في نهر دجلة !!!! فاجعة أخرى تضاف لفواجع العراق من سبايكر، ومجزرة الكرادة وكل الإنفجارات التي راح ضحيتها أبناء هذا البلد المنكوب مرورا بحادثة العبارة الأليم ، الى متى تبقى قلوبنا مجحفة تجاه أبناء شعبنا ؟ ، إلى متى نخسر أرواحا كل ذنبها تحاول ان تعيش مثل باقي البشر في بقية البلدان ؟ ، الى متى أفراحنا تتحول أحزان ، متى نترك السواد ونرتدي الألوان ، شعب بائس مغلوب على أمره يعيش القسوة والظلم بشتى الألوان، ومما زاد الأمر سوءا وجهة نظر البعض هناك من يقول وبصوت شامت يستحقون ذلك اهل الموصل ، أعجب والله لمايتفوه به البعض من حماقات صح إنها تعبر عن أخلاقه كفرد لكن الفرد يمثل المجتمع ، أحبتي تألموا لألم إخوتكم أينما كانوا عودوا أنفسكم على الحب حب الآخر ونبذ الأحقاد التي تدربتم عليها جراء الإحتلال ، تعلموا الرحمة أذكر حين تألم أهل البصرة وماتوا عطشا كنت أنا ومن أعرفهم نتألم ، وحين ساقوا شباب سبايكر للموت كنا قد ذبحنا قبلهم كذلك بالنسبة لمجزرة الكرادة ونكبة الموصل وصلاح الدين في عهد داعش الملعون ، مايؤلم حقا ليس الموت بل ان نعيش كالأموات ؛ متى ستعافى العراق من جراحه ، مأإن ينهض حتى تأتيه ضربه تقصمه ! كما هو الحال في الموصل ماإن بدأوا بالتعافي من جراحهم البليغة ، حتى تأتيهم فاجعة تنهي ماكانوا قد بدأوه ، الأمر الآخر الذي يثير التسآل هو غياب فرق الإنقاذ وعدم وصولها ذات الوقت أين أنتم من مفهوم الحماية وإن لحياة الإنسان الأولوية ؟  هل أصبح التعامل مع حياة البشر بهذه الهامشية أين أنتم من رجال الإطفاء في كرواتيا حين كانوا يترقبون ضربة الجزاء الأخيرة في مباراتهم مع روسيا وجاءهم نداء بأن حريق قد حدث في آحدى المباني فهلعوا مسرعين وتركوا النتيجة ، أين أنتم من هؤلاء البشر ؟

موقفكم كالمتفرج ينظر الى أخيه كيف يغرق والنساء تتلاطم على من فقدن هاهم في أحضان دجلة الآن أصبحوا أكثر أمنا وأمانا ،الرحمة والغفران لأرواحكم الطاهرة وطيب الله ثراكم وألهم ذويكم الصبر ، وعلى العراق السلام من الشمال الى الجنوب ،إنسوا الفرح وإنسوا الحياة لعل الباري عزوجل يخلصنا من كل الطغات .

مشاركة