عبدالسلام أبودرار رئيس هيئة الوقاية من الرشوة في المغرب لـ الزمان
وضعنا خارطة طريق ضد الفساد واكتشفنا بؤراً للرشوة بقطاع النقل
حاوره عبد الحق بن رحمون
كشف عبد السلام أبودرار، رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة عن أرقام تعري البؤر السوداء للفساد وتفشي الرشوة بقطاع النقل الطرقي. وقال عبد السلام أبودرار لـ الزمان ان الملامسة الشمولية بتحليل ميداني كفيل بتحضير خارطة لمخاطر الفساد. وأوضح في ذات السياق ان اقتناع الهيئة بأهمية المقاربة القطاعية تتوخى تشخيص مظاهر الفساد، وارساء آليات مكافحته، انطلاقا من خصوصيات ومتطلبات كل قطاع. هذا ويذكر أنه تم انجاز دراسة في غاية الأهمية تعد مرجعا لا غنى عنه، هذه الدراسة التي نوه بها عبدالسلام أبودرار. وقال انها سمحت بالوقوف على مظاهر الرشوة المتفشية وعلى مواطن ونسب تفاعلها في مجالات المراقبة الطرقية ومنح رخص الثقة، والحوادث والتأمين، والبطاقة الرمادية، وتعشير السيارات، والفحص التقني، ورخص القيادة.
ويشار أن الدراسة المذكورة تم انجازها مؤخرا من طرف الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة وهي هيئة حكومية ، تتوخى في أهدافها تقديم استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة ظاهرة الفساد والرشوة بالمغرب، كما تنهض هذه الدراسة بالأساس على ترسيخ قيم المواطنة واستعادة الثقة في المرفق العام، وتنمية الحس المهني لدى المصالح المعنية بالنقل وتقليص السلطة التقديرية والاحتكاك المباشر مع المواطنين وتعزيز آليات المراقبة والتواصل. وفي هذا الاطار تم يوم أمس الأربعاء 13 حزيران يونيو الجاري التوقيع بمقر وزارة التجهيز والنقل على اتفاقية التعاون والشراكة بين عبد السلام أبودرار رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، وعبد العزيز رباح وزير التجهيز والنقل. وتهدف هذه الاتفاقية الى تأطير برنامج العمل المتجلي في تحديد استراتيجية لتعزيز النزاهة في قطاع النقل والتنسيق بين مختلف الفاعلين في القطاع، وارساء قنوات التواصل والتحسيس وكذا تبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة الرشوة.
من جهة أخرى، تم خلال هذا اللقاء تقديم الدراسة الميدانية المتعلقة بتفاعلات الرشوة والجهود المبذولة لمكافحتها بقطاع النقل، كما اتفق الطرفان الموقعان على الاتفاقية المذكورة على احداث لجنة تقنية مشتركة تتولى تتبع المشاريع المبرمجة.
ومن جملة ما تهدف له اتفاقية التعاون المذكورة مع قطاع النقل تصحيح الاختلالات المرصودة لاستكمال وتتويج العمل المتعلق بالدراسة المتعلقة بتفاعلات الرشوة والجهود المبذولة لمكافحتها بقطاع النقل. اذ أن الدراسة المنجزة تعري البؤر السوداء لتفشي الرشوة بقطاع النقل الطرقي. ويقول في هذا الصدد عبدالسلام أبودرار، رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة لنتوقع المكاسب الممكن تحقيقها عبر تصحيح مختلف الاختلالات، ولنستشعر في نفس الآن حجم المجهود الذي يتعين بذله من طرف جميع المتدخلين لمواجهة مظاهر ومواطن تفاعل الرشوة التي رصدتها الدراسة المذكورة.
من جهة أخرى، تحدث عبدالسلام أبودرار، رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة بأن المقاربة القطاعية التي تنشدها الهيئة، تستهدف تعزيز واستكمال مؤشرات الملامسة الشمولية بتحليل ميداني كفيل بتحضير خارطة لمخاطر الفساد، وايجاد اجراءات عملية يكون لها وقع مباشر، مع ما يستدعيه ذلك من وضع آليات عملية للنهوض بالشراكة والتعاون بين مختلف الجهات المعنية لبرمجة وتفعيل السياسات القطاعية للوقاية من الفساد ومكافحته.
وعلى صعيد آخر أوضح عبدالسلام أيودرار ان اعتماد مقاربة الشراكة والتعاون من طرف الهيئة يظل اختيارا موضوعيا يمليه اقتناع المنتظم الدولي بأن مكافحة الفساد هي التزام جماعي، تتحمل فيه بنسب متفاوتة ومن مواقعَ متعددة جميعُ الجهات المعنية، مسؤوليةََ وواجبََ الوقاية من هذه الآفة والتصدي لها. وفي ذات السياق دعا عبدالسلام أبودرار الى ضرورة الإقرار ببناء تحالف وطني لمواجهة آفة الفساد ينهض على تضافر وتوحيد جهود مختلف الفاعلين والمتدخلين.
/6/2012 Issue 4226 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4226 التاريخ 14»6»2012
AZP02