خارجية البرلمان تقر بوجود التقصير وخبير يوصي بزج الدبلوماسيين بدورات تأهيل
مغتربون: سفارات عراقية لا ترد على الإتصالات وخدماتها يشوبها الروتين والتعالي
عباوي لـ(الزمان): مشاكل المهاجرين تتطلب تضافر جهود 3 وزارات
بغداد – عباس البغدادي
انتقد مهاجرون عراقيون في دول المهجر اجراءات السفارات العراقية في الخارج، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لانهاء معاناتهم، فيما اكد وكيل وزارة الخارجية الاسبق لبيد عباوي ان مشاكل المهاجرين تحتاج الى تضافر الجهود لمعالجتها، واوضح الخبير القانوني طارق حرب ان اي موظف في السفارات العراقية بالخارج يحاسب وفق قانون الانضباط الوظيفي اذا قصر في واجبه.
وقال عدد من المهاجرين والمسافرين لـ (الزمان) امس ان (الاجراءات الروتينية التي تتبعها بعض السفارات العراقية في الخارج لم تتبدل عما كانت عليه قبل عام 2003 التي تتميز بالتعامل الجاف والتعالي)، وشكوا من ان (بعض السفارات تقع في دول ذات مساحات كبيرة كامريكا واستراليا وكندا وفي هذه الدول تكون السفارات العراقية في العواصم مما يجعل مراجعة الجالية التي خارج العاصمة امر في غاية الصعوبة مما يضطرها الى السفر من محافظة الى اخرى بهدف اكمال اجراءات تجديد او اتمام معاملة وهذا يكلفها مبالغ مالية كبيرة)، وتابعوا (قامت بعض السفارات كحل لهذه المشكلة بان جعلت اعضاء من السفارة يتجولون في المحافظات لتسيير اجراءات الجالية لكن هذا الاجراء يتطلب ان ينتظر الفرد مدة زمنية تقارب 6 اشهر مما يضيع عليه الكثير من الوقت وفرص العمل او السفر).
وانتقد المهاجرون (عدم قيام السفارات بتفقد احوال الجالية او تنظيم مؤتمرات او مناسبات للنظر باوضاعهم ومعالجة مشاكلهم).
واضافوا ان (في بعض السفارات الاجنبية هناك ارقام هواتف مخصصة للحالات المرضية ولفقدان المستمسكات الثبوتية وهواتف تعمل بعد انتهاء الدوام الرسمي فضلا عن تفاعلهم مع رعاياهم عن طريق الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لاتمام معاملاتهم لكن في السفارات العراقية لا توجد هكذا اجراءات بل حتى ان البعض لا يرد على الاتصالات اثناء الدوام الرسمي)، واكد بعض المسافرين انهم (يتعرضون الى اجراءات تفتيش مشددة جدا في بعض المطارات الاجنبية فضلا عن العربية لكونهم عراقيين بسبب الاوضاع الامنية غير المستقرة في البلد فبعض البلدان تدقق في مستمسكات المسافر لانها تخشى ان يكون من الجماعات المسلحة وفي بعض البلدان العربية يخشى من كون المسافر قد يكون هدفه التثقيف المذهبي والبعض الاخر لا يرغب بالمسافر لكونه عراقياً).
واشار المهاجرون الى ان (القرارات السياسية القت بظلالها على انتقالهم الى دول معينة نتيجة المواقف الدبلوماسية المتبادلة).
واكدت لجنة العلاقات الخارجية النيابية وجود تقصير في عمل بعض السفارات في الخارج، داعية المتضررين الى تقديم شكاوى الى مكتب المفتش العام في وزارة الخارجية او الى اللجنة. وقالت عضو اللجنة اسماء الموسوي لـ (الزمان) امس ان (السفارات في الخارج هي محطات لتسهيل امور الجالية العراقية في الخارج وهذه المحطات تدار من موظفين وبالتاكيد هناك تقصير وربما غير مقصود ولكن بامكان اي متضرر تقديم شكوى الى مكتب المفتش العام في وزارة الخارجية او ايصال شكواه الى اللجنة عن طريق موقعها الالكتروني)، واضافت (هناك معاناة كثيرة تتمثل بعدم قدرة البعض على الوصول الى اماكن السفارات وهذه المشكلة تم بحثها مع وزير الخارجية هوشيار زيباري ووعدنا بمعالجتها).
واشارت الموسوي الى ان (العلاقات العراقية العربية بدأت تتطور بشكل انعكس على تسهيل الاجراءات الروتينية في مطارات تلك الدول فضلا عن تفهم الدول الاجنبية لطبيعة الاوضاع القائمة في البلد وضرورة تقديم التسهيلات للمسافر العراقي).
وراى وكيل وزارة الخارجية الاسبق لبيد عباوي ان معاناة المهاجرين والمغتربين كبيرة جدا، مشيرا الى ان التعليمات صدرت الى جميع القنصليات والسفارات بالخارج بضرورة تسهيل المهمات.
وقال عباوي لـ (الزمان) امس ان (مشاكل المهاجرين والمغتربين والمسافرين ليست قليلة وتتطلب تضافر جهود وزارات الخارجية وحقوق الانسان والهجرة والمهجرين للإضطلاع بها واتمامها كما يجب)، واضاف ان (الوزارة اصدرت تعليماتها الى جميع السفارات والقنصليات في الخارج بضرورة تسهيل مهمات المهجرين والمغتربين)، واوضح عباوي ان (المشاكل كثيرة جدا يتمثل بعضها في اصدار جوازات او التحقق من المستمسكات او متابعة امور الجالية فيما يتعلق بتوكيل محاميين للدفاع عنها امام المحاكم الاجنبية)، واشار الى ان (المشاكل يتعلق جزء منها بالقرارات الحكومية وبعضها يتعلق بالمهاجرين انفسهم).
طاقم السفارات
وعزا الخبير القانوني طارق حرب معاناة المهاجرين الى ضعف الطاقم في السفارت، مؤكدا ان اي موظف يقصر بواجبه تنطبق عليه احكام قانون الانضباط الوظيفي.
وقال حرب لـ (الزمان) امس ان (المهاجرين يعانون في مراجعتهم للسفارت من عدم اداء موظفي تلك السفارات بواجبهم بشكل صحيح مما يجعل المهاجر في حالة الم واحباط وهذا يترتب عليه ان يحاسب الموظف المقـــــصر بقانون الانضباط الوظيفي). واضاف ان (تعليمات الجهات الدبلوماسية واضحة في هذا المجال وقد اكدت اهمية تقديم التسهيلات والخدمات للعراقيين في الخارج)، ودعا حرب وزارة الخارجية الى (زج منتسبيها بالبعثات الدبلوماسية وموظفي السفارات في دورات واختبارات تؤهلهم للتعامل بشكل ارقى واسمى مما نراه اليوم من تخبط واضح في ادارة ملف الجالية في الخارج)، واشار الى ان (المفروض ان تكون الثقافة السائدة لدى موظفي السفارات هي التصاغر وتغافر وليس تعالياً وتكبراً).