ظواهر ومعالجات البطالة المقنّعة
يطرق سمعنا احيانا مفهوم البطالة المقنعة فما معنى هذا المصطلح ؟ وماهي الاثار السلبية المترتبة على اقتصاديات الدول جراء اتساع هذه الظاهرة الاقتصادية السلبية ؟ تعرف البطالة المقنعة التي تسمى باللغة الانكليزية (distinguish un employment) بأنها تكدس عدد كبير من العمال والموظفين في مؤسسة معينة ويتقاضون رواتب واجوراً ثابتة من دون عمل فعلي او خدمة يتم تقديمها مقابل تلك الاجور او الرواتب.
تنتشر هذه الظاهرة، في الغالب ، داخل المؤسسات الحكومية والرسمية وله اسباب عدة اهمها تعيين عدد كبير من الموظفين والعمال من دون حاجة المؤسسة ومن دون وجود دراسة جدوى للحاجة من تلك التعيينات .كما ان هنالك عاملا اخر لظاهرة البطالة المقنعة فأنها لا تأتي بسب كثرة وتكسد عدد العمال او الموظفين ، بل وأيضا بسب سوء الادارة وسوء توزيع المهام والاعمال اذ غالبا ما نجد قسما كبيرا من الموظفين جالسين على المكاتب من تأدية عمل ما بينما يلقى على عاتق موظفين قلة اخرين اعمال جسيمة وكثيرة .
ان لهذه الظاهرة اثار سلبية على اقتصاد الدول حيث ترهق كاهل الميزانية التشغيلية للدولة وتحرم فئات كثيرة من المجتمع من الاستفادة من النفقات التي تدفعها الدولة كنفقات الرعاية الاجتماعية ، على سبيل المثال لا الحصر ، حيث تقوم الدولة بتقليل النفقات العامة عد حدوث حالة تقشف ولكنها لا تستطيع المساس برواتب الموظفين.
كما ان لهذه الظاهرة اثرها السلبي في تنويع مصادر الاقتصاد من خلال توجه العدد الاكبر من الشباب الى الوظائف الحكومية من دون التوغل في المشاريع الخاصة ومن اجل القضاء على هذه الظاهرة يجب على جميع المؤسسات الحكومية تنشيط دور الموارد البشرية واجبارهم على تقديم خطط ودراسات جدوى عند تعيين موظفين او عمال ,بالإضافة الى ضرورة تقديم وصف وظيفي لكل موظف يبين المهام الموكلة له حسب الاختصاص الدراسي للموظف كما يجب على الدولة تنشيط القطاع الخاص من خلال انشاء اليات وشروط تفرض على الشركات الاستثمارية المحلية والاجنبية التعاقد وبنسبة معينة مع مواطني البلد كعمال او موظفين كما يجب على الدولة تشجيع الشباب على انشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومنحهم قروضا مسهلة واعفائهم من الضرائب لمدة معينة .هذه بعض الافكار التي تسهم في تقليل الاثار السلبية المترتبة على الاقتصاد جراء انتشار ظاهرة البطالة المقنعة.
وفي العراق وفي ظل الظروف التي نعيشها يكتسب الموضوع اهمية كبرى بسبب الوضع الاقتصادي المتردي جراء الحرب التي خاضها البلد واستنزفت الشيء الكبير من موارده الاقتصادية والبشرية ، علينا والحالة هذه ان نعالج جميع المظاهر السلبية ومنها البطالة المقنعة لنصبح بلدًا منتجًا لامستهلكًا.
عصام عطا محمد – بغداد