طوق النجاة
ان من تغشى تفكيره فكرة الانتحار يجب ان لا نقول له انت غبي او فاشل غير ناجح او انت عالة على المجتمع، فهو يعد في قرارة نفسه ان الغباء والفشل سبب كاف للاقدام عن الانتحار والتحرر من الاتصال بالعالم المادي فقد يكون مر بمرحلة عصيبة او ظروف صعبة من الفقر والعوز والحرمان جعلته يشعر بانه لم يعد شيئا ذا قيمة وان وجوده اصبح عالة على المجتمع وان همه الاول والاخير هو التخلص من ذاته بالموت فلماذا نعزز لديه هذا الشعور ونكون ممن ساعده على ازهاق نفس بشرية ولو بشطر كلمة ولماذا لا نتخذ من اللغة الهادية المحببة المشفقة، وهي اللائقة بالناصحين، لاقناعه بالعدول عن فكرة الانتحار، وليس لغة الزجر والاغلاظ التي تدفع الى التعنت والنفور. فمن خلال اللغة الهادئة يمكن انتزاع خيبة الامل المحيطة بهم.
وبكلمات الحب والامل والسلوان يمكن دعمهم معنويا وتذكيرهم بان النجاح هو ان تتجاوز الفشل دون ان تفقد حماسك فالنجاح ليس حكرا على أحد، هو لمن يدفعون ثمن الجهد المتواصل والمستمر لمن يستغلون الوقت ويحسنون تدبيره مما يجعل الفرد الشرارة الموقدة في طريق مظلم بالجهل.
فالسر الكامن وراء نجاح الشعب الياباني هو الهمة العالية والطموح والتكيف والقدرة على معايشة الظروف والعمل مع الفرص الهاربة و تجذير ثقافة العمل وتعاون كل ابناء الشعب على انهم فرد واحد والعمل جاهدين على تطور ذاتهم بذاتهم دون الاتكاء على الاخرين.
فكل منهم ينجز عمله في وقته المحدد بانضباط عالي الدقة والسعي الى النجاح هو روح التزود بالوقود الدائم والمتجدد الذي يدفع ارواحنا الى النجاح والعمل والابداع، وهي اسباب رئيسية لتحقيق الذات والتعبير عن طاقة الانا الكامنة والشعور بقيمة الوقت والحصول على السعادة والمحافظة على حيويتنا وتحقيق الانتماء الذاتي لكل منا.
حسناء حسين