طهران تعدم كردياً ماركسياً وبرلين تطرد دبلوماسيَين إيرانيَين

برلين‭- ‬باريس‭ – ‬طهران‭ -‬الزمان‭ ‬

نفّذت‭ ‬إيران‭ ‬الأربعاء‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬في‭ ‬الناشط‭ ‬آرش‭ ‬أحمدي‭ ‬المرتبط‭ ‬بجماعة‭ ‬متمردة‭ ‬كردية‭ ‬محظورة‭ ‬والذي‭ ‬دين‭ ‬بقتل‭ ‬ضابط‭ ‬شرطة‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬رسمية‭.‬‮ ‬

وقال‭ ‬التلفزيون‭ ‬الرسمي‭ ‬إن‭ ‬‮«‬آرش‭ ‬أحمدي،‭ ‬المعروف‭ ‬أيضا‭ ‬باسم‭ ‬سركوت،‭ ‬وهو‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬كوملة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬أعدم‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‮»‬‭.‬

قُتل‭ ‬الضابط‭ ‬حسن‭ ‬ملكي‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬رافانسار‭ ‬بمحافظة‭ ‬كرمانشاه‭ (‬غرب‭) ‬في‭ ‬آب‭/‬أغسطس‭ ‬2018‭.‬

وعرض‭ ‬التلفزيون‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬لأحمدي‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬يعترف‮»‬‭ ‬بالوقوف‭ ‬وراء‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬أودى‭ ‬بالشرطي‭. ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المقاطع‭ ‬شائعة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬تدينها‭ ‬الجماعات‭ ‬الحقوقية‭ ‬التي‭ ‬تعتبرها‭ ‬اعترافات‭ ‬قسرية‭ ‬انتزعت‭ ‬تحت‭ ‬التعذيب‭.‬

و»كوملة‮»‬‭ ‬جماعة‭ ‬ماركسية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬حكم‭ ‬ذاتي‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬يسكنها‭ ‬الأكراد‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إيران‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬حظرها‭ ‬اثر‭ ‬الثورة‭ ‬الإسلامية‭ ‬عام‭ ‬1979‭. ‬أعلنت‭ ‬المانيا‭ ‬الأربعاء‭ ‬طرد‭ ‬دبلوماسيين‭ ‬يعملان‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬برلين‭ ‬بعد‭ ‬حكم‭ ‬إعدام‭ ‬أصدرته‭ ‬محكمة‭ ‬إيرانية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬مواطن‭ ‬يحمل‭ ‬جنسية‭ ‬البلدين،‭ ‬ودعت‭ ‬ابنته‭ ‬الأوروبيين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬استخدام‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‮»‬‭ ‬لإنقاذه‭.‬

وندد‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني‭ ‬أولاف‭ ‬شولتس‭ ‬بالحكم‭ ‬على‭ ‬جمشد‭ ‬شارمهد‭ (‬67‭ ‬عاماً‭)‬،‭ ‬معتبراً‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مقبول‮»‬،‭ ‬وطالب‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بالعودة‭ ‬عن‭ ‬قراره‮»‬‭.‬

وقالت‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الألمانية‭ ‬أنالينا‭ ‬بيربوك‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الأربعاء‭ ‬‮«‬استدعيت‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬السفارة‭ ‬الإيرانية‭. ‬أبلغناه‭ ‬بأننا‭ ‬لن‭ ‬نقبل‭ ‬الانتهاك‭ ‬الجسيم‭ ‬لحقوق‭ ‬مواطن‭ ‬ألماني‮»‬‭.‬

وأضافت‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬اعتبرت‭ ‬موظفين‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬برلين‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيهما‭ ‬وطلبت‭ ‬منهما‭ ‬مغادرة‭ ‬ألمانيا‭ ‬على‭ ‬الفور‮»‬،‭ ‬وطالبت‭ ‬بـ‮»‬إجراءات‭ ‬استئناف‭ ‬عادلة‭ ‬وتتماشى‭ ‬مع‭ ‬القانون‮»‬‭.‬

إلى‭ ‬ذلك‭ ‬دعت‭ ‬فرنسا‭ ‬الأربعاء‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‮»‬‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬جمشد‭ ‬شارمهد،‭ ‬واصفةً‭ ‬القرار‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬وغير‭ ‬المقبول‭ ‬إطلاقاً‮»‬‭.‬‮ ‬

وأعربت‭ ‬باريس‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسية‭ ‬آن‭ ‬كلير‭ ‬لوجاندر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تضامنها‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬الألمانية‭ ‬وعائلة‭ (‬شارمهد‭) ‬ودعمها‭ ‬لهما‮»‬،‭ ‬غداة‭ ‬إعلان‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭. ‬وأضافت‭ ‬لوجاندر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬فرنسا‭ ‬تكرر‭ ‬معارضتها‭ ‬المتواصلة‭ ‬لعقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬وتدين‭ ‬استخدامها‭ ‬سياسيًا‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬باريس‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إنهاء‭ ‬سياسة‭ ‬الاعتقالات‭ ‬التعسفية‮»‬‭.‬

والثلاثاء،‭ ‬قالت‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الألمانية‭ ‬أنالينا‭ ‬بيربوك‭ ‬إن‭ ‬‮«‬تطبيق‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬على‭ ‬شارمهد‭ ‬سيواجَه‭ ‬بردّ‭ ‬قوي‮»‬‭ ‬من‭ ‬برلين‭.‬‮ ‬

ومثل‭ ‬جمشد‭ ‬شارمهد‭ (‬67‭ ‬عامًا‭) ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬2022‭ ‬حيث‭ ‬اتُهم‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬مسجد‭ ‬في‭ ‬شيراز‭ (‬جنوب‭) ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬14‭ ‬شخصًا‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬2008‭.‬

ووجه‭ ‬إليه‭ ‬القضاء‭ ‬تهمة‭ ‬إقامة‭ ‬اتصالات‭ ‬مع‭ ‬‮«‬عملاء‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفدرالي‭ ‬ووكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المركزية‮»‬‭ ‬الأميركية‭ ‬وبأنه‭ ‬‮«‬حاول‭ ‬الاتصال‭ ‬بعملاء‭ ‬الموساد‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭.‬

ورفض‭ ‬أنصار‭ ‬شارمهد‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬الاتهامات،‭ ‬وحثوا‭ ‬برلين‭ ‬على‭ ‬‮«‬التحرك‭ ‬الفوري‭ … ‬لإنقاذ‭ ‬حياته‮»‬‭.‬

وقالت‭ ‬ابنته‭ ‬غازيل‭ ‬شارمهد‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬السياسية‭ ‬المتاحة‮»‬‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬طهران،‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إجراءات‭ ‬متشددة‮»‬‭.‬‮ ‬

وحذرت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬والدي‮»‬،‭ ‬منبّهةً‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬السجن‭.‬‮ ‬‭ ‬وقالت‭ ‬‮«‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬حتى‭ ‬أين‭ ‬هو،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬هي‭ ‬حالته‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬بالخبر‭ ‬المروع‭ ‬هذا‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬محكمة‭ ‬درجة‭ ‬أولى‭ ‬ويمكن‭ ‬بالتالي‭ ‬استئنافه‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭.‬

وكانت‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬في‭ ‬آب‭/‬أغسطس‭ ‬2020‭ ‬توقيف‭ ‬شارمهد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مقيمًا‭ ‬حينها‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬معقّدة‮»‬،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحدّد‭ ‬مكان‭ ‬أو‭ ‬كيفية‭ ‬تنفيذها‭.‬

أمّا‭ ‬أسرته،‭ ‬فتقول‭ ‬إن‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬الإيرانية‭ ‬اختطفته‭ ‬أثناء‭ ‬عبوره‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬وتم‭ ‬نقله‭ ‬قسرًا‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭.‬

نددت‭ ‬منظمات‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬بالحكم‭ ‬وبينها‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭.‬‮ ‬

وقال‭ ‬مدير‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬محمود‭ ‬أميري‭ ‬مقدم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬‮«‬خطفوا‭ ‬جمشد‭ ‬شارمهد‭ ‬والآن‭ ‬يرسلونه‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬بعد‭ ‬محاكمة‭ ‬صورية‮»‬،‭ ‬مضيفًا‭ ‬‮«‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬تهدد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬ببساطة‭ ‬بقتل‭ ‬رهينة‮»‬‭.‬

مشاركة