طهران ترفض إعادة 13 رافداً إلي دجلة والفرات وتقرير أمريكي يؤكد استحواذها علي 20 مليون دولار يومياً من نفط العراق

طهران ترفض إعادة 13 رافداً إلي دجلة والفرات وتقرير أمريكي يؤكد استحواذها علي 20 مليون دولار يومياً من نفط العراق
تظاهرة لعاطلين عراقيين تغلق أبواب شل البريطانية للمطالبة بعمل في حقل مجنون
واشنطن ــ مرسي أبوطوق
طهران ــ البصرة ــ الزمان:
كشف تقرير امريكي أن ايران تقوم ومنذ سنوات بعملية نهب مستمرة للنفط العراقي، وعلي نحو منتظم، من منطقة جنوب العراق، وتساعد هذه السرقات الضخمة الحكومة الايرانية علي تحمل العقوبات التي تهدف الي خنق صادراتها النفطية. علي صعيد آخر أبلغت ايران رسمياً العراق امس انها ترفض إعادة حصة العراق من مياه 13 نهراً ورافداً تتبع من أراضيها وتصب في نهري دجلة والفرات وذلك خلال زيارة مهند السعدي وزير الموارد المائية العراقي الذي اختتم زيارته الي طهران امس بمؤتمر صحافي عقده مع وزير الطاقة الايراني مجيد نامجو.
وكانت ايران قد حولت مجاري 13 نهراً ورافداً تصب في دجلة والفرات لخزنها في سداد أو خزانات داخل الاراضي الايرانية مما اثر علي منسوب النهرين ورفع من نسبة الملوحة والتلوث في شط العرب وحرم مئات القري خاصة في البصرة من مياه السقي.
وقال نامجو في المؤتمر الصحافي الذي نقل وقائعه وكالة الجمهورية الاسلامية الرسمية ان حصة ايران في تأمين حجم المياه الي العراق هي نحو 8 ــ 10% الا ان الحجم الرئيس للمياه يرتبط بدول اخري ما يؤدي النقص فيه الي خلق مشاكل العراق. واضاف ان الجانبين بحثا العديد من المواضيع المهمة وكلا البلدين يحرصان علي معالجة مشاكل المياه.
وقال انه لا حاجة الي تدخل الآخرين في هذا المجال.
من جانبه قال السعدي انه تم تشكيل لجنة فرعية خاصة لمناقشة مشاكل مياه الشرب في البصرة. واضاف انه ستوقع مشاريع مشتركة مع ايران في هذا المجال.
من جانبهم تظاهر اكثر من 400 عراقي امس امام حقل مجنون النفطي ضخم في جنوب البلاد مطالبين شركة شل البريطانية المكلفة تطوير الحقل بمنحهم وظائف في المشروع.
وقال موقع ستراتفور الأمريكي أن “طهران قامت ببناء شبكة تهريب نفط معقدة تسمح لها بتحصيل عائدات كبيرة من انتاج النفط في جنوب العراق، وتتيح تلك العائدات لايران، وهي عائدات تبلغ قيمتها نحو 20 مليون دولار يوميا، الحفاظ علي نفوذها في المنطقة، فيما تستعد للدفاع عن نفسها ازاء عقوبات صارمة ضد صادراتها النفطية”. وأضاف الموقع أن “ما يقرب من 10 في المائة من النفط المنتج في منطقة البصرة في جنوب العراق، يتم تهريبه، وينتهي به المطاف في ايران من اجل تصديره، وتحوي البصرة ثلثي احتياطيات النفط في العراق”. وينقل الموقع عن محللين قولهم “ان ايران تشعر علي نحو متزايد بأثر نظام العقوبات التي كثفتها الأمم المتحدة لان طهران ترفض التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل، وشددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي مؤخرًا العقوبات علي صادرات ايران الحيوية التي تشكل نحو 80 في المائة من عائدات الدولة”. واضاف التقرير “دأبت ايران علي محاولة الاستفادة من حقول النفط العراقية التي تملك احتياطيات معروفة تقدر بـ115 مليار برميل، فيما يقول مسؤولون ان حقولا غير مستغلة يمكن أن تحتوي علي كمية كبيرة مماثلة أيضا. وخلال حرب 1980ــ 1988، استولت القوات الايرانية علي حقل مجنون الكبير علي طول الحدود الشرقية للعراق”.
پوكشف الموقع انه “من خلال شبكة من التحالفات التي تضم سياسيين عراقيين، واتحادات ونقابات نفطية ومليشيات، فان ايران هي بالفعل في وضع جيد يؤهلها لتحصيل عائدات نفط جنوب العراق عبر قنوات غير رسمية، وهو ما يسمح لايران بالاستفادة من كمية كبيرة من الموارد للحفاظ علي نفوذها الاقليمي”، مشيرا الي ان طموح ايران الجيوسياسي جعل جنوب العراق امتدادا لها، مما يتيح لايران الي حد كبير، ولو بشكل غير مباشر، زيادة حصتها في سوق الطاقة العالمي. وختم التقرير بالقول “ترغب ايران في رؤية جنوب العراق ينحو منحي دولة واحدة ذات غالبية شيعية، في اطار فيدرالية في العراق تجعل الجنوب العراقي يدور في فلك ايران، وعندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات سياسية حاسمة في الاستنجاد بمقدرات مالية في حال شنت الولايات المتحدة حملة عسكرية ضد ايران، فان لدي الأخيرة قوة مالية وفيرة من عائدات النفط التي تجنيها من خلال تهريب النفط العراقي للتأثير علي عقول صانعي القرار العراقي”.
وتجمع المتظاهرون وهم من اهالي منطقة النشوة في قضاء الدير بمحافظة البصرة »450 كلم جنوب بغداد« امام بوابة حقل مجنون النفطي، ومنعوا الموظفين من الدخول لحوالي ساعة، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان.
ولم تنته التظاهرة الا عندما تدخل عناصر في شرطة النفط والشرطة المحلية حيث اعتقلوا شخصين وقاموا بفتح البوابة امام الموظفين العاملين في الحقل.
ورفع المتظاهرون لافتات تدعو شركة شل البريطانية المكلفة تطوير الحقل النفطي الي ايجاد وظائف لهم في المشروع، بينها “كلا كلا شركة شل”، و”كلا كلا للعمالة الاجنبية”.
وكتب علي لافتات اخري “اين وعود شركة شل”. من جهته، قال المتحدث باسم شركة شل في العراق دييغو بيريز ان الشركة العملاقة “منحت سكان النشوة والدير والثغر 1100 وظيفة، علما ان عدد الذين يعملون في الحقل يبلغ 1500”. وذكر بيريز انه “اذا كان هناك اشخاص من جنسيات اخري يعملون في الحقل، فسبب ذلك ان هناك مواصفات مطلوبة لا تتوفر في المجتمعات المحلية”.
/2/2012 Issue 4123 – Date 15- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4123 – التاريخ 15/2/2012
AZP01