طغاة المرأة
إرادة لا تقهر
الطغاة والظلم ابشع ما قد يعيشه الانسان ويُعيش الأخرون في ظلمهِ وطغيانه ولأن الحياة صراع ما بين الخير والشر من الطبيعي وجود طغاة وجبابرة كوجود المصلحيّن ..هو مرض دفين يعيش في النفوس العليلة التي تشبعت وتعودت الظلم والطغاة حرم الله الظلم على نفسهِ وجعله محرماً بين عباده {وَلا تَحسبنَ الله بغافل عما يعمل الظالمون}لا يخلو هذا العالم من هذا الصنف في كل زمان ومكان من أشهر الطغاة في التاريخ الإنساني (جايوس) الذي تولى الحكم في روما سنة 41 ميلادياً يقول أنا اسرق بصراحة ولا أرتاح إلا بين الموتى!!..كما لكل شيء في الحياة تدرج هناك تدرج للطغيان والظلم يبدأ من المسؤولين والحكام والكبار بظلم من يعملون لهم والاخرين بظلم من أدنى منهم ومن ثم تصل للفقراء والخدم وبهذا يشمل المجتمع عامة ..والمجتمع..!!يظلم المرأة ..كم في هذا الكون من ظلم وظلمات نقف اليوم على جانب من الظلم يقع على فئة كبيرة في المجتمع (ظلم المرأة -طغاة المرأة)هذا الظلم قديم يتجدد بأنماط تختلف في شكلها لكنها تحتوي المضمون ذاته..فقد ظلمتها الجاهليات القديمة وكذلك الحديثة تُظلم المرأة من قبل الأباء او الإخوان او الأزواج ربما هي تظلم نفسها أحياناً بتخليها عن أحلامها وطموحاتها بسبب ظروف الحياة ولا تحارب من اجل ما تريد وما تطمح اليه تُظلم من عادات وتقاليد وثقافات مجتمعها والمطالبة بواجباتها بل اكثر وحرمانها من ابسط حقوقها مثال من الواقع حرمانها من التعليم بسبب كونها فتاة!! هي ترى ولا تتكلم …تُظلم ولا تثور …تُحاسب ولا تحَاسب هكذا يجب ان تكون المرأة لا يوجد ظلم اكبر من يُمنع الانسان من الحقوق المشروعة له وهذا ما تعانيه المرأة في وقتنا الحاضر تُظلم المرأة حين تتزوج بغير إذنها وبمن لا ترغب ومنعها من ممارسة عمل تهواه وحين تستخدم كسلعة رخيصةللدعاية والإعلان او يتحرش بها جنسياًاو تغتصب او تستغل لضعفها وحرمانها من حياتها الزوجية وحين تُزين بأشكال وألوان زائلة ،هذا الظلم لا يقتصر على المجتمع العربي أو في الجاهلية فهو قديم في الأديان والشعوب والأمم المختلفة عند الأغريق كانت تُباع وتشترى في الأسواق ،وعند الرومان ليست ذات روح فهم يعذبونها بسكب زيت على بدنها وربطها بالأعمدة وعند الصينيين القدماء يحق للزوج ان يدفنها وهي حية ولا يختلفون عن الهنود كثيرا ًكانوا يَرَوْن من الأفضل ان تحرق مع زوجها في وفاته على موقد واحد وكذلك عند الفرس يحق للرجل ان يحكم عليها بالموت أو ينعم عليها بالحياة اما في اليهودية لم تكن المرأة اسعد فهي لعنة لانها أغوت آدم وإذا اصابها الحيض فهي لا تُجالس ولا تُواصل ولا تلمس وعاءً حتى لا يتنجس!!حتى جاهليات العرب حيث كانوا تسود وجوههم بولادتها وتدفن وهي حية{وَ إِذَا المَوْؤودَةُ سُؤلت بِأيّ ذَنْبٍ قُتِلتْ} (التكوير9،8)كانت تُظلم في ميراثها وحقوقها منذ ذلك الزمن حتى الأن لم تتحرر المرأة من الظلم والطغيان لكنه قَلِيل كثيراً حتى جاء الاسلام ونصفها وارشدها الى هدف الوجود وقيمة الحياة لأن المرأة هي نصف المجتمع وعماده واللبنة الاساسية فيه هي المدرسة الأولى وهي من تعد الأجيال لذلك يجب الاعتناء بها فهي كالحديقةالمزهرة اذا مااعرف بها الايدي تذبل وتختفي قال حافظ ابراهيم(الأم مدرسة اذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق)
بذلك المرأة يجب ان تكون قوية وصامدة أمام الحياة وظروفها لتحقق ما تطمح إليه.
هاجر ماجد – واسط