طبيب اليوم دون مستوى المهنة
لاشك من انه اذا مرض احدنا او تعرض الى وعكة صحية فانه سيبادر الى مراجعة الطبيب ليكشف عليه وليتعرف على ما اصابه ، وذلك من خلال فحص الطبيب له وتعيين حالته الصحية ليوصف له العلاج المناسب الذي يساعده على الشفاء وذلك يعتمد على خبرة ذلك الطبيب.
ولكن ما يحدث الان هو العكس من ذلك فقد شرع الكثير من الاطباء في المستشفيات والعيادات العامة الى التشخيص الخاطئ لحالة المريض مما يعرضه الى فقدان حياته في اي لحظة من اللحظات، ولم يقتصر الامر على ذلك فقط، بل هناك من يتعامل مع المريض بطريقة سيئة، حيث يتجنب ذلك الطبيب المريض الذي يراجعه ويرفض الاقتراب منه مسافة قريبة لشرح حالته المرضية خوفا منه من ان ينقل اليه العدوى، ويتعامل معه وكانه وباء قد يقضي على حياته، تاركا في نفس المريض المسكين انطباعا سيئاً نحو حالته الصحية والنفسية وعدم شعوره بالرضا والتفاؤل، وهذا لا ينطبق على مهنة الطب فالطبيب وصف بانه ملاك الرحمة فهل يعقل ان ملاك الرحمة قد يتصرف هكذا.
ومن المثير للدهشة والاستغراب ان يكون هكذا اشخاص على هذا النوع من الطباع والتصرفات فلماذا اصبح يتعامل البعض مع المرضى المراجعين بدون انسانية وبدون ضمير؟ ولماذا اصبح التكبر والعلو في التعامل مع هكذا شريحة من الناس..؟
ومن الملاحظ ايضا ان تلك التصرفات قد نتج عنها حالات وفاة لكثير من الناس لعدم امتلاك بعض الاطباء الخبرة والقدرة الكافية على معالجة المواطنين الذين يعانون من امراض قد لا تستوجب اخذ الكثير من الوقت والجهد منهم، فما ذنب المواطن البسيط الذي يعاني تلك المعاناة من ان يقع ضحية هؤلاء الاطباء الذين نسوا ان لحياة الانسان ثمن، وانهم يجب ان يتعاملوا مع المرضى بكل انسانية وتواضع، ليثبتوا من خلال ذلك بانهم اهل لتلك المهنة التي تتطلب منهم تركيزا وتشخيصا صحيحا حفاظا على ارواح الجميع وان تلك الارواح هي امانة في اعناقهم.
وهناك حالة اخرى يجب الاشارة اليها الا وهي استغلال الطبيب للمريض عن طريق وصف العلاج الباهض الثمن له او غير المتوفر، ليضطر ذلك المريض الى شراء الدواء واستعماله على الرغم من انه قد لا يشفيه ولا يفيده بشيء، او ان يقوم الطبيب بتقديم بعض النصائح الخاطئة والارشادات الصحية التي قد تضر المريض وتزيد حالته الصحية سواءاً وذلك نتيجة لعدم امتلاك الطبيب الوقت الكافي لفحص المريض، وهذا يحدث كثيرا في الوقت الحالي.
ان التشخيص الصحيح من قبل اي طبيب وفي مختلف الاختصاصات يجب ان يكون دقيقا وصحيحا ، ولا يجب التلاعب بحياة الناس لأنها مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل من له علاقة بمعالجة المرضى وتقديم العلاج المناسب لهم، وايضا هناك نقطة مهمة يجب ذكرها وهي ان اي خطأ قد يحدث من قبل الطبيب عن طريق التشخيص الخاطئ ، قد ينعكس عليه سلبا وعلى سمعته في العمل وقد يفقد ثقة المراجعين به، وهنا نقول الانتباه ثم الانتباه الى هذه الامور، ويتوجب على من يعمل في مجال الطب ان يكون تعامله بشكل انساني مع الجميع ويحترم مهنته ويعمل وفق ما تحتم عليه المهنة من قواعد واساسيات يجب ان يسير عليها، ويكون حريصا على حياة الناس ولاسيما المرضى والحالات التي يتعامل معها يوميا، ويدرك ان لكل شخص طريقة تعامل يجب مراعاتها وعدم التهاون بها مهما كان وضع ذلك الشخص، وعلى كل طبيب ان يكون تعامله انسانيا قبل ان يكون مهنيا.
وامنياتنا بالصحة للجميع ..
اسراء محمود
