طبيبان ألمانيان المرض يهدد أوربا

طبيبان ألمانيان المرض يهدد أوربا
سوريا وجيرانها يحصنون 20 مليون طفل ضد شلل الأطفال
جنيف لندن رويترز قالت وكالات الأمم المتحدة أمس إنه سيجري تطعيم أكثر من 20 مليون طفل في سوريا والبلدان المجاورة ضد مرض شلل الأطفال في محاولة لوقف تفشي المرض في أعقاب عودته للظهور هناك بعد 14 عاما من انحساره.
وذكرت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف أن حملة التطعيم الشاملة ضد شلل الأطفال الذي يمكن أن ينتشر بسرعة بين الصغار بدأت بالفعل في منطقة الشرق الأوسط بعد أسبوع من اعلان المنطقة حالة طواريء متعلقة بالمرض.
وتهدف الحملة إلى تطعيم نحو 20 مليون طفل على عدة جرعات في سبع دول ومناطق وستكون أكبر حملة تطعيم موحدة في الشرق الأوسط.
وقال بيتر كراولي مسؤول مكافحة شلل الأطفال في يونيسيف في بيان تفشي شلل الأطفال في سوريا ليس مأساة فقط للأطفال انه تحذير عاجل وفرصة مهمة للوصول إلى كل الأطفال المحرومين من التطعيم أينما كانوا. وذكر أن الحالات التي ظهرت في الآونة الأخيرة في سوريا والتي أكدتها منظمة الصحة الأسبوع الماضي يجب أن تقرع جرس انذار مدويا للدول والمجتمعات بأن ظهور شلل الأطفال في أي مكان تهديد للأطفال في كل مكان. وقالت سونا باري المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن الحملات المتكررة ستستغرق ستة أشهر للوصول إلى 22 مليون طفل. وأبلغت إفادة صحفية في جنيف ستحتاج إلى فترة مكثفة للغاية من العمل لرفع المناعة في منطقة تعاني من الصراع في بعض الأجزاء ومن تحركات السكان الكبيرة أيضا.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أول ظهور للمرض في سوريا منذ 1999 أصاب عشرة أطفال بالشلل ويهدد باعاقة مئات الالاف من الأطفال في أنحاء المنطقة.
وتراجعت معدلات التطعيم في سوريا من أكثر من 90 في المئة قبل الصراع إلى نحو 68 في المئة حاليا.
وأشارت أدلة أولية إلى أن الفيروس منشأه باكستان لكن نتائج التسلسل الجيني لم تظهر بعد. ولا يزال شلل الأطفال ينتشر بمعدلات وبائية في باكستان ونيجيريا وأفغانستان. وقالت باري لن نعرف مطلقا كيف وصل بالضبط إلى سوريا. وعادة ما يكون الأطفال الذين يعيشون في ظروف غير صحية عرضة للاصابة بالفيروس المسبب للمرض والذي ينتشر عبر المياه والأطعمة الملوثة. ويهاجم الفيروس الجهاز العصبي ويمكنه أن يقتل الانسان أو يصيبه بالشلل وعادة ما ينتشر على نطاق واسع وبصورة غير ملحوظة قبل أن يصيب الأطفال بالشلل. ولا يمكن العلاج من شلل الأطفال لكن يمكن منعه عبر التطعيم. وذكرت منظمة الصحة أن حملة التطعيم في سوريا ستستهدف 1.6 مليون طفل بلقاحات ضد شلل الأطفال والحصبة والغدة النكافية والحصبة الالمانية. وفي الأردن تم تطعيم أكثر من 18800 طفل دون الخامسة ضد شلل الأطفال في حملة جرت في الأيام القليلة الماضية واستهدفت كل الأطفال في مخيم الزعتري بينما تستهدف حملة أخرى على مستوى البلاد الوصول إلى 3.5 مليون طفل لتطعيمهم من شلل الأطفال والحصبة والحصبة الالمانية. وفي العراق بدأت حملة تطعيم في غرب البلاد على أن تبدأ حملة أخرى في منطقة كردستان في الأيام المقبلة. وقالت المنظمة أن حملة ستبدأ في لبنان الأسبوع المقبل على أن تطلق مصر وتركيا حملتيهما في منتصف نوفمبر تشرين الثاني. من جانبهما حذّر طبيبان ألمانيان من أن اللاجئين السوريين الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم، يمكن أن يتسببوا في تفشي مرض شلل الأطفال في أوروبا.
وكتب البروفسور مارن إيخنر، والطبيب ستيفان بروكمان، في المجلة الطبية البريطانية لانست أمس، أن لقاح شلل الأطفال المستخدم في أوروبا ليس فعالاً بما يكفي لمنع انتقال الفيروس، وسط مخاوف من احتمال انتقاله إلى الدول المجاورة من قبل اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ظروف غير صحية تُعتبر مثالية لانتشار شلل الأطفال . وقال الطبيبان الألمانيان، إن فيروس شلل الأطفال يمكن أن يتم تداوله لمدة عام تقريباً قبل ظهور حالة إصابة بالمرض ومن غير المستبعد بحلول هذا الوقت أن يكون مئات الأشخاص يحملون فيروسه، انطلاقاً من حقيقة أن حالة واحدة من بين كل 200 عدوى شلل الأطفال تسبب أعراض المرض .
واضافا أن غالبية الدول الأوروبية لم تجر فحصاً دورياً لمياه الصرف الصحي بشأن فيروس شلل الأطفال، لكن يتعين عليها الآن تكثيف تدابير المراقبة في المخيمات التي تقيم فيها أعداد كبيرة من من اللاجئين السوريين . ودعا الطبيبان الألمانيان، إلى عدم اقتصار حملات التلقيح على اللاجئين السوريين فقط واتخاذ تدابير أكثر شمولية، وفقاً لتوصيات المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض . وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت انتشار مرض شلل الأطفال في سوريا ووجود ما لا يقل عن 10 حالات اصابة، واطلقت حملة تطعيم للأطفال في سوريا وتركيا، ولبنان، والعراق، والأردن، واسرائيل، والأراضي الفلسطينية.
AZP02