طالق بالثلاث
ان زيارة واحدة الى المحاكم الشرعية.. كافية جداً في معرفة هذا الكم الهائل من الطلاق الذي يحدث اليوم في بلادنا.. وهناك احصاءات رسمية تقول ان نسبة الطلاق خلال الاعوام الماضية كانت كبيرة جداً.
وليس بعيداً ان ناخذ الكاس الذهبي بالتقدم على كل دول العالم بهذا المجال.. وبهذه النسبة الكبيرة في الطلاق لابد لنا من الوقوقف على اهم الاسباب التي وصلت للطلاق، في الحقيقة هناك اسباب عدة وكثيرة ممكن ان تؤدي بالاسرة الى الانهيار والوصول الى طريق مسدود ويكون الطلاق هو الحل الامثل للخلاص من تلك المشاكل والمشاحنات التي تحدث بالاسرة.
ومن اولى المشاكل التي تؤدي الى الطلاق هو الزواج المبكر للزوج والزوجة وذلك بان يكون عمر كل منهما دون السن القانونية للزواج، وغالباً ما يتم عقد القران بموافقة اولياء الامور او بالعقد الشرعي خارج المحكمة، ومن المؤكد في هذا العمر لا يكون الزوجان في كامل الادراك للمسؤولية والحقوق الزوجية.. وقد لا يحسنا التصرف عندما تعصف بهم مشكلة ما مهما كانت بساطتها ومؤكداً ان الحالة المادية تؤدي دوراً اساسياً هنا فالولد القاصر حتماً سيسكن عند الاسرة، وفي حالة عدم توافق الزوجة مع الاهل يصعب على الزوج الاستقلال بها بمنزل خاص بعيداً عن اهله.. فهنا هم في طريق مسدود يدعو للجوء الى الطلاق.. ومن جانب اخر يمكن ان يكون الزوج دلوعاً لأهله.. وفي حالة قصور الزوجة.. يكيدون لها العداء وهو لا سلطة له فالسلطة المطلقة للست الوالدة. وكثيراً من الاحيان يلجا الزوج بعد سنوات لاختيار زوجة اخرى، بحجة ان الاختيار الاول لم يكن بارادته وانما جاء باختيار الاهل وهذه الزوجة ليست هي المطلوبة بالنسبة له، ومن المشاكل الاخرى، عند الاستقرار بالمنزل الخاص للزوج والزوجة تكون لهم معاناة كبيرة خاصة بالايجار ومصاريف البيت والطبيب وما الى ذلك.. مع ان موارد الزوج ضعيفة لا تكفي لسد كل هذه الاحتياجات وهنا تبدا المشاكل والمشاجرات وندب الحظ العاثر وفي اليوم التالي هم في المحكمة… للطلاق.. وهناك اسباب اخرى كثيرة.. ومن اشدها الغيرة.. والخيانة.. وعدم التوافق والتكافؤ الاسري اضافة الى مسألة اخرى وهامة جداً وهي البرود العاطفي لا نريد ان نبحث في اسباب الطلاق فحسب بل علينا ان نركز على الوقاية والعلاج. وعلى الاسر الكريمة ان لا تتعجل بزواج اولادهما حتى بلوغ السن القانونية.. وان يكونوا مدركين فعلاً من ان ابنائهم قادرين على تحمل مثل هذه المسؤولية وعلى شبابنا ايضاً عدم الانزلاق وراء شهواتهم ويكون اختيارهم للزوجة غير مناسباً.. ويكفيهم منها جمالها دون النظر الى الخلفيات الاخرى. وهذا ايضاً ينطبق على بناتنا بان يكون اختيارهن صائباً غير متعجلاً في اختيار شريك الحياة. واخذ قسط كاف قبل الزواج لمعرفة اخلاق كل منهما واستعدادهم للمرحلة ما بعد الزواج،فان حدث هذا فعلاً سنكون قد وفقنا باقلال حالات الطلاق كثيراً. مع تمنياتنا للجميع بحياة هانئة مستقرة.
محمد عباس اللامي
AZPPPL