طارق الهاشمي نعتذر للشعب السوري عن موقف حكومة العراق
إسطنبول ــ الزمان
اعتبر طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي، أن المشاركة في مؤتمر الأمة الإسلامية لنصرة الشعب السوري الحد الأدنى الذي يمكن أن يقدمه علماء الأمة للشعب السوري البطل من أجل إيقاف المجزرة . وأضاف الهاشمي لمراسل الأناضول للأنباء أن المؤتمر، الذي انطلقت أعماله في اسطنبول أمس الاول، جاء بعد التخاذل المريع للمجتمع الدولي ، منبها أن ذلك لم يحدث في تاريخ البشرية أن شعبا يذبح كل هذا الذبح والمجتمع الدولي يتفرج ويتم بخطوات بطيئة لا تغني ولا تسمن من جوع . وأكد الهاشمي أنه آن الاوان أن يتقلد العلماء المسلمين دورهم في نصرة الشعب السوري المظلوم واستنفار كل الهمم على صعيد العالم الاسلامي والشعوب الاسلامية التي نفضت أيديها من الانظمة الدكتاتورية . واعتبر المسؤول العراقي أن عقد المؤتمر يمثل يوما تاريخيا، متمنيا التوفيق للقائمين على المؤتمر،وأن تكون هناك مساعي حقيقية تعكس ذلك على أرض الواقع ، مشيرا الى ضرورة ان تكون هناك وقفة مروءة لنصرة الشعب السوري البطل. واستنكر الهاشمي وقوف الحكومة العراقية الحالية الى جانب ديكتاتور سوريا، متسغربا ان العراق الذي أسقط دكتاتوره يدعم دكتاتورا آخر مما يضع الحكومة العراقية في مفارقة عجيبة . وعبر عن حزنه من موقف الحكومة العراقية تجاه ما يجري في سوريا الذي تغير بعد مؤتمر القمة العربية وبعد أن أعلن أنه سوف يصطف مع الموقف العربي الداعم للشعب السوري. وقال الهاشمي أنه كان يتوقع، من حكومة بغداد، أن تساند الشعب السوري في انتزاع حقوقه ويدفع باتجاه التغيير وينهض في مجال الاغاثة . وقدم الهاشمي اعتذاره للشعب السوري عن موقف حكومته المتخاذل والداعم لنظام الاسد الذي يمارس القتل والتنكيل ضد ابناء شعبه . وتمنى نائب الرئيس العراقي ان يكتمل النصر للثورة السورية التي من أجلها قدم الشعب السوري كل هذه التضحيات . وعن الحال الذي سيكون عليه الموقف العراقي بعد انتصار الثورة السورية قال الهاشمي نحن لا ندعو للأخذ بالثارات ، منوها الى أن هذه ثقافة تربينا عليها في الاسلام وستبقى في صلب فلسفتنا . ونبه الى أن العراق بات يعيش على مفترق طرق وانه يحتاج الى مزيد من الاصلاحات، والخيار المطروح اليوم هو تغيير طاقم الحكومة من أجل أن يتعافى الشعب العراقي وأن يحقق طوحاته التي وعد بها منذ عام 2003 ، في اشارة الى مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين.
وأوضح الهاشمي أن العملية السياسية أخذت في التحول من الديمقراطية الى تكريس الاستبداد، ومن الاستقرار الى الفوضى، ومن الشفافية الى النهب العام لموارد الدولة ، معتبرا الى ان العراق يعيش حاليا في محنة .
ودعا الهاشمي للخروج من الازمة الى العمل على بناء الدولة النموذج، دولة المؤسسات العصرية والحديثة التي تستوعب الجميع دون تحيز وتفريق على أساس المذهب والطائفة .
/7/2012 Issue 4241 – Date 3 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4241 التاريخ 3»7»2012
AZP02