ضياع المرايا ـ عبدالوهاب إسماعيل

ضياع المرايا ـ عبدالوهاب إسماعيل
رُدَّ لي جرحي الذي
يختصرُ العالمَ
في ومْضةِ حزنٍ دائمهْ..
رُدَّ لي دمعي الذي
يعتَصرُ الضوءَ
وجفنَ الأغنياتْ..
كلّما حدَّثْتُ أعوامي
تهاوَتْ فوقَ جدراني
سقوفٌ هائمهْ..
وتناهى في الرّؤى السوداءِ
سربُ الأمنياتْ..
أذكُرُ الساعاتِ
تُدمي الزمنَ الأخرسَ
بين العقربينْ..
أذكُرُ الغصّةَ
تُضري نهرَ أضلاعي
بجمرِ الضفَّتينْ..
يا طواغيتَ حصاري
واحتضاري..
إنَّ لي في رئةِ الليلِ
بصيصاً يَتوانى..
وعلى مفرقِ أفْقِ الريحِ
سالتْ غَمغَماتُ الألَقِ
المغشوشِ بالحلمِ
احتقاناً فاحتقانا..
أ عَلى مسرحِ جرحي
تتداعى غرغراتُ المحنتينْ ؟..
أم على غُرَّةِ إيقاعِ الرّدى
ساحَ الفراتُ ؟..
عربَتْ سوحُ خيالي
يومَ أطفأْتُ بها
دوماً مغاليقَ دمي
واستسلَمَتْ دجلةُ للنوءِ
وجافتْها الحياةُ..
كم خلَطنا أبيضَ النّوءِ
بسورِ المشأمهْ..
وسوادَ النُّفْرةِ العجفاءِ
بعدَ الهجعةِ الطولى
بماضي الدمْدَمهْ..
يالَسوءَ الوقفتينْ..
يالَسوءَ الأنظِمهْ..
يا لأَوساخِ الرَزايا
المُحْكَمهْ..
مُذْ تَلَبَّثْتُ على الفجرِ
أضاعتْني المرايا
مرَّتينْ..
فتَلَبَّثْتُ على العمرِ
وسالَ العُمْرُ
من بين اليدينْ..
AZP09

مشاركة