سياسة السكري
ضغط الدم المبكّر
متشبعون حد التخمة ، حد الملل ، حد إنحراف كل أفكارنا ، وأقاويلنا ، وحياتنا، ومستقبلنا …حتى الطريقة التي نحب فيها بالسياسة من حيث لا نعلم ولا ندري نحن مرتبطين بهذا الواقع السياسي ..
نحن نملك أفكاراً سياسية بحتة فرضها الواقع وأجبرنا عليها حتى تعايشنا معها وباتت اليوم جزءاً لا يتجزأ من القصص القصيرة الطريفة والبسيطة التي تحدث وتصادفنا خلال يومنا. مهما كان توجهك ،
مهما كانت إهتماماتك فرضت السياسة حضورها في حياتك …بالله عليكم القليل من “الفن” .. فن القول والفعل والذوق في سَلامك و كلامك وكلماتك التي تكتبها وتشاركها مع من حولك …لنسلط أعيننا على الجمال فينا ونبحث عنه فيما حولنا ..
ذاك الجمال الذي يبدأ من وقوع عينكَ على ماهو إيجابي في بداية صباحك ، حتى شعورك بالإمتنان لإنتهاء يومك عند المساء في سلام وسكينة ..
جميعنا نعلم حجم الدمار والخراب والهزائم لإنسانيتنا قبل كل شيء ، لكن لو تعايشنا معهُ وتحولت حياتنا من محور العيش الطبيعي العفوي النقي المنطقي المتبع والمتعارف عليهِ في أساليب العيش والحياة بين الناس لكانت الحياة تحمل فسحة أمل ونوراً منتظراً في آخر الطريق ؛ إلى محور العيش تحت التهديد النفسي السلبي الذي تنتج عنهُ أفكار مشبعة بالحقد والضغينة والسوء على نفسك وأقرب القريبين إليك .. لذهبنا في طريق اللا رجعةَ فيه ..فنحن لا نمارس سوى التخريب ؛ تخريب النفوس الأفكار وتشويه طرق العيش البسيطة الطيبة وإستبدالها بإنفعالات ، وأفكار آخرى جديدة كان لواقع الحروب والسياسة وجميع الأحداث التي تقيم صرحاً شامخاً من حولنا يرتفع يوماً بعد يوم جميعها لها يد في ذلك ونحن من تركنا أبوبنا مفتوحة على مصرعيها لتدخل تأثيرات المحيط مع علمنا المسبق بالسوء الذي تحملهُ ، دخلت بيوتنا أقلقت نومنا ، وقدمناها كدمية محشوة لأطفالنا من دون قصد في جعل طفولتهم مضطربة ومُلتهبة …
من منا اليوم هو أو من المحيط حولهُ تخلو أفعالهُ ، أقوالهُ ، كلماتهُ أو ربما أضعف الإيمان خيالاً بينهُ وبين نفسهِ …! فالتسلط وعدم الصدق والطعن في الآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر كلاً من مركزهُ وإتباعنا أساليب الترهيب والتخويف والتحذير فيما بيننا جميعها أساليب تستخدم في “السياسة “.. تأثير الشارع علينا بات مخيفاً ، ما إن دخلنا نفاشاً حتى خرجنا منهُ بتلف الخلايا العصبية أو خسارة صديق أو زميل أو جار بسبب إختلاف في الرأي وأحياناً محاولة لإقناع الآخر بما نراهُ من وجهة نظرنا صحيح ، وأحياناً آخرى نكون أمام أصعب الشخصيات وأكثرها إنتشاراً من يجد صعوبة كبيرة جداً في قبول شخص مختلف عنهُ بفكرة … هذا النوع تجدهُ يقيم الدنيا من حولهُ ولا يقعدها إن وجد من لديهِ وجهة نظر أو اية جوانب فكرية مختلفة عن رأيه وما يراهُ هو صائب من وجهة نظرهُ طبعاً ، أنصحك عزيزي القارئ أن تسايرهُ أفضل لك ولهُ وتضع نقطة نهاية لحوار مع شخصيات تحمل هذا الطابع القاتل في طريقة إدارة الحوار وتقبل وطرح الآراء ، والأفضل من كل ماذكر أن نجدد أفكارنا وأذواقنا ونتوجه نحو نقاشات وأحاديث وآراء أخرى لا علاقة لها بالسياسة ، ما الموسيقى ، التصوير ، الكِتابة بسعادة أو كئابة كما تجدهُ مُناسباً لك.
ومن دون أدنى شك نحن لا نتوجه صوب التفاهة لكن نحن نرغب أن نعيش الحياة بأوجهها أن أرى السوداوي وأجد حلولاً وأشهد إنبثاق فجر جديد .. لن يأتي الفجر ما دمنا نكتفي “بالسطحية” أو “اللامنطقية” للأمور التي هي بأشد الحاجة للتعمق فيها والسيطرة عليها في سبيل أن لا تفرض سيطرتها وتتمكن من أفضل ما فينا .. حافظ على فردية أفكارك وإهتمامتك ونظرتك الإيجابية نحو الحياة أخرج من قوقعة السياسة ، للسياسة قادتها ولنا قيادتنا وحياتنا البسيطة غير المتكلفة الهادئة والمريحة …. بالله عليكم خذوا جرعة من الفن ،
والجمال ، لحياة أفضل …
تـمـارة عمـاد – بغداد