بغداد- أربيل – الزمان
لقي ثلاثة «مقاتلين» ايزيديين مرتبطين بحزب العمال الكردستاني مصرعهم وأصيب ثلاثة آخرين بجروح الثلاثاء إثر قصف نسب إلى تركيا في منطقة سنجار الواقعة في شمال العراق، كما أفاد بيان صادر عن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان.
وذكر البيان أنه في تمام الساعة الخامسة صباحاً (2:00 بتوقيت غرينتش) الثلاثاء «استهدفت طائرة مسيرة تابعة للجيش التركي مقراً لمقاتلي وحدات حماية سنجار في قرية تشومو خلف في قضاء سنجار»، ما أدى «إلى مقتل ثلاثة مقاتلين» و»إصابة ثلاثة آخرين بجروح».
وقالت وكالة انباء الاناضول التركية امس انّ مسؤول الاتصالات في حزب العمال لقي مصرعه في ضربة تركية داخل العراق.
فيما قالت مصادر عراقية رسمية ان قوة عسكرية تابعة للجيش العراقي باشرت منذ امس الأول ، فرض السيطرة على محيط مخيم (مخمور) الذي تسكنه عوائل مقاتلي حزب العمال الكردستاني وبحسب مسوول كردي في حكومة إقليم كردستان العراق ، فإن الجيش العراقي تحرك بناء على تفاهمات بين بغداد وأربيل حيال وقف تمدد مسلحي الكردستاني واستعادة السيطرة على المناطق التي يبسطون فيها نفوذهم،
وتأتي الحملة العسكرية إلى مخيم مخمور، الواقع في منطقة مخمور على الحدود بين نينوى وأربيل شمالي العراق، بناء على توجه حكومي في بغداد يستهدف فرض السيطرة على مناطق أنشطة الحزب المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا.
و مخيم مخمور، مقام منذ عهد الرئيس الراحل صدام حسين في منتصف التسعينيات وتقطنه المئات من العائلات الكردية التركية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وتنظر تركيا الى المخيم بوصفه مركز تجنيد وأنشطة مسلحة ضد أمنها القومي، وتطالب العراق بالعمل على منع الأنشطة ذات البعد العسكري داخله.
وهذا القصف التركي المماثل الثاني خلال أسبوع الذي يستهدف محيط جبل سنجار، حيث قتل ثلاثة مقاتلين آخرين في ضربات نسبت إلى تركيا كذلك في سنجار الثلاثاء الماضي. ويأتي ذلك قبل جولة انتخابية حاسمة في تركيا في 28 أيار/مايو بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كيليتشدار أوغلو.
وينتمي هؤلاء المقاتلون إلى وحدات حماية سنجار، وهي مجموعة مسلحة لمقاتلين ايزيديين، مرتبطة حزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون بأنه تنظيم «إرهابي».
وفي انعكاس لتعقيد الوضع في تلك المنطقة من شمال العراق التي تتداخل فيها عدة أطراف، فإنّ وحدات حماية سنجار منضوية كذلك في الحشد الشعبي العراقي وقاتلت تنظيم الدولة الاسلامية إلى حين هزيمته في العام 2017.
ونادرا ما يعلّق الجيش التركي على العمليات التي يشنّها في العراق، لكنه ينفذ بانتظام عمليات عسكرية برية وجوية ضد حزب العمال الكردستاني ومواقعه في شمال البلاد، سواء في إقليم كردستان الذي يحظى بالحكم الذاتي أو في منطقة سنجار الجبلية.
وتشنّ أنقرة التي تقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق عمليات عسكرية ضدّ متمردي حزب العمال المتمركز في مخيمات تدريب وقواعد خلفية له في شمال العراق الذي يتعرض مراراً للقصف جراء هذا النزاع.
وتُتهم بغداد وأربيل، عاصمة كردستان العراق، بالتغاضي عن ذلك حفاظا على التحالف الاستراتيجي الذي يربطهما مع أنقرة، أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للبلاد.
لكن تصدر إثر كل حادثة دامية بيانات إدانة لانتهاك السيادة العراقية وتداعيات ذلك على المدنيين. وكانت تركيا قد حظرت في نيسان/أبريل الرحلات الجوية من وإلى مطار السليمانية، ثاني مدن إقليم كردستان. وبعد أيام قليلة، اُتهمت أنقرة بشنّ قصف قرب المطار أثناء تواجد قوات أميركية رفقة زعيم قوات سوريا الديموقراطية (قسد). وفي نهاية شباط/فبراير وبداية آذار/مارس، أسفرت عمليات قصف في سنجار نسبت إلى تركيا عن مقتل عناصر من «وحدات حماية سنجار». من جهة متصلة بسنجار ، اكد عضو مجلس النواب محمد البلداوي، الثلاثاء، ان الحكومة المركزية تسير وفق ثوابت لحفظ حقوق جميع مكونات الشعب وخاصة الأقليات في سنجار، فيما اكد ان المركز دخل في حوارات موسعة مع إقليم كردستان حول الأقليات في سنجار وسهل نينوى.
وقال البلداوي في حديث محلي إن «الحوارات التي تجريها الحكومة مع جميع الأطراف من اجل انهاء الازمات، أفضت بنتائج ايجابية خلال الآونة الأخيرة»