بغداد – الزمان
اثار إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب نيته البقاء في العراق بهدف «مراقبة ايران» استياء بغداد، ودفع مسؤولين عراقيين وقادة مليشيات الى المطالبة بانسحاب القوات الاميركية من بلادهم.
وقال الرئيس برهم صالح الاثنين إن «الدستور العراقي يرفض اتخاذ العراق قاعدة لضرب او الاعتداء على دول الجوار»، مضيفا أن «تواجد القوات الاميركية هو ضمن سياقات قانونية وباتفاق بين البلدين واي عمل خارج الاتفاقية غير مقبول».
وبعيد بث شبكة «سي بي إس» مقابلة مع الرئيس الاميركي اعلن فيها أنه يريد إبقاء قوات اميركية في قاعدة عين الاسد لـ»مراقبة ايران» المجاورة، صرح النائب صباح الساعدي من كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بأن «قانون إخراج القوات الأميركية من العراق أصبح ضرورة وطنية بعد تصريحات ترامب». ويقول منتقدو العملية السياسية انه ليس من حق الحكومة العراقية التي لا تستطيع حماية البلاد وحدها من ان تنتقد الجيش الامريكي الذي يحميها بالاساس .
وكان الساعدي تقدم اخيرا باقتراح قانون في هذا الصدد. وقال قيس الخزعلى قائد عصائب اهل الحق ان بامكان الاجهزة الامنية والعسكرية والحشر اخراج القوات الامريكية في ليلة ظلماء حتى لو كان عددهم تسعة آلاف ، وذلك في تصريح لقناة السومرية . ويؤكد العراق رسميا ان واشنطن لا تملك أي قاعدة على أراضيه، ويقتصر الامر على مدربين ينتشرون الى جانب القوات العراقية في قواعد عراقية.
واعتبر النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي أن «العراق لن يكون منطلقا لضرب او مراقبة اية دولة، وعلى الجميع التحرك لانهاء التواجد الاميركي».
وقال الكعبي في بيان «مرة اخرى يتجاوز ترامب العرف القانوني والدستوري للدولة العراقية بعد زيارته السابقة لقاعدة عين الاسد، حيث طلع علينا اليوم باستفزاز آخر بتصريح يؤكد فيه بقاء القوات الاميركية داخل البلاد للعدوان على بلد جار». وكانت بغداد منحت القاعدة للامريكان في عملياتهم ضد داعش الذي كان يحتل ثلث العراق .
من جهته، قال النائب حسن سالم الذي ينتمي الى كتلة «الحشد الشعبي» القريبة من ايران، مخاطبا ترامب إن «العراق ليس ضيعة لأبيك ولن نسمح ببقاء اية قوات اجنبية على اراضينا».
وكتب النائب الكردي المعارض سهرهوت شمس الدين على تويتر «العراق ليس ساحة لأي دولة أجنبية ضد الآخرين. نحن نتوقع من الولايات المتحدة أن تحترم مصالحنا المتبادلة وتتجنب دفع العراق إلى صراع إقليمي».
واكد أن «مهمة الجيش الأميركي في العراق هي مساعدة قوات الأمن العراقية ضد الإرهاب، وليس مراقبة الآخرين».
ومنذ اجتياح القوات الاميركية للعراق العام 2003، يثير هذا الوجود جدلا. ووصل عدد الجنود الاميركيين المنتشرين على الاراضي العراقية الى 170 الفا قبل أن ينسحبوا نهاية 2011.
لكن واشنطن ارسلت قوات بعدها في اطار التحالف الدولي للتصدي لتنظيم داعش الذي تشكل في 2014.