صيد الومضة المعبّرة عن دلالة المعنى العميق والملهم – ساجدة الموسوي

جيل التجلّي .. جيل يحتاجه العراق

صيد الومضة المعبّرة عن دلالة المعنى العميق والملهم – ساجدة الموسوي

كانت وما تزال أرض الرافدين ، أرض سومر وبابل وأكد وآشور ينابيعاً متدفقة من العلوم والآداب والفنون ، وهذه الضفيرة الثلاثية جعلت من مهد الحضارات العراق معجزة عصره ومحط أنظار العالم وأطماعهم وحسدهم كذلك .

هناك سرُّ في العراق لا يدركه الكثيرون ، السر في أنه كلّما اشتدت عليه المحن تجلّى وعبروقاوم فانتصروازدهر ، ولعل الأرواح الطيبة التي غرست أول نخلةٍ فيه واخترعت أول عجلة وتلك التي عزفت على أول قيثارة وخطّت على الرقم أول حرفٍ وأول قصيدةٍ تناسلت ورفدت وظلّت تشكل طبقات من الأرواح الهائمة الملهمة التي لا تغادر طينه وهواءه تحرسه لأنها تحبه .. ، تلك الأرواح الحارسة له منذ فجر التاريخ حتى اليوم تشكل هالات من كرامات الأنبياء والأولياء وأدعية الأمهات والجدات ، فلا تخافوا على العراق ..

حين يعشق العراقي العراق تبقى روحه معلقة بين أرضه وسمائه حتى لو غادر جسده العراق ..لا تخافوا على العراق .. فعين الله التي قدّرت له سرّه وميزته عن كل الدول وكل الشعوب ما زالت تحرسه .. لا تخافوا على العراق فرغم الجراح التي ما يزال يئن منها ، هناك علماء وأدباء وفنانون ومحامون ومدافعون يعملون ليل نهارلا تراهم عيوننا ولا كاميرات المصورين ووكالات الأنباء ..هنالك رغم الأسى والفقر والحرمان أجيال تكبر وتكبر تقول: (أنا العراق ) ..

 فاروق هلال ورعاية الشباب

اتسمت المسيرة الفنية الطويلة للفنان فاروق هلال بالإبداع كملحن ومغني من ناحية وكأستاذ راعٍ لمواهب الشباب من ناحية أخرى حتى غلبت اهتماماته بالشباب على جانب الغناء عنده وبقي إبداعه اللحني يغذي المواهب الشبابية الصاعدة والواعدة منذ السبعينات وبرنامجه الشهير ( أصوات   شابة ) الذي استمر عشرون عاماً .

قد توقف البرنامج لكن اهتمام الفنان فاروق هلال ببناء جيل من الشباب لم يغادر فكره ولا رغبته مجسداً في كل الأعمال التي كرّسها للشباب الروح الوطنية بأطر فنيّةٍ جميلةٍ ومؤثرة كأنشودة ( فلتسقط أمريكا ) التي أبدع في لحنها الأستاذ فاروق وغناها المطرب الشاب سداد وقد اشتهرت كثيراً حتى كانت تغنى في المناسبات الاجتماعية والأفراح   وأغنية أمّي بلادي التي لحنها الأستاذ فاروق هلال كذلك وقُدمت في الثمانينات في أوبريت  (طوق الياسمين ) ثم عادت لتظهر مؤخراً ضمن مشروع ( جيل التجلي).

 مشروع ٌ إبداعيٌّ رائد وواعد

جاء مشروع الفنان القدير فاروق هلال (جيل التجلي ) ليضع اللبنات الأولى لفن ٍ ملتزم من خلال اكتشاف الطاقات الشبابية الموهوبة صوتاً وأداءً واختيار النصوص الشعرية  التي لا تزيد عن ومضةٍ أو ثلاث ومضات ذات قيمة إبداعية عالية وتلحينها بما يتناسب مع النص الشعري .

ولعلّ الأستاذ فاروق هلال لا يريد لهذا الشباب تقليد أي تجربة فنية سابقة بل الخروج بتجربة إبداعية جديدة توظف الكلام واللحن والأداء والموسيقى توظيفاً يخدم الفكرة الأم وهي إشاعة القيم الجمالية متوازية مع القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية التي تعززفي النفس المحبة والخير والإرادة وحب الأهل والوطن .

يقول الأستاذ فاروق هلال ، “لابد من صيد الومضة المعبرة عن دلالة المعنى العميق والملهم حتى لوكانت الكلمات لغاندي أو أي فيلسوف عالمي أو مفكر عربي ..”

وها قد بدأ ( جيل التجلي ) بومضات للشاعرة ساجدة الموسوي والشاعر عارف الساعدي والشاعر حسن حميد والشاعرة رنا ياسين وقدم نماذج تناسق فيها الشعر مع اللحن والأداء والموسيقى لاقت إعجاب كل من سمعها.

ولقد ظهرت أصوات تمثل جيل التجلي خير تمثيل لما تمتلكه من وعيٍ فني وأداء جميل ، تدربوا على يدِ فنّان قدير سخّر جهوده لينشئ جيلاً من الشباب القادر على تحريك ودفع تيار الغناء إلى رحاب المعاني العالية وخدمة الفن والقيم في وقتٍ واحد

ومن هؤلاء الشباب :كرم ثامر ـ علي حمزة ـ رائد جورج ـ حسن حامد ـ حسين الحجار .

يؤكد الأستاذ فاروق هلال : ” إن التجلي الذي نريد من خلال الشعر والموسيقى ، فكرٌ نغرسه في عقول الأجيال التي تمثل المستقبل ، وهو إبداعٌ لا يحاكي المنظور والشائع بل يتجاوزهما كثيراً لأنه يرى مالا يراه الآخرون ..

إن جيل التجلي لا يقف على ساكن ٍ في إبداعه “

إن مشروعاً فنياً وثقافياً وتربوياً ووطنياً كهذا كلنا نحتاجه لما يشكله من سدٍّ في وجه العولمة والفن الهابط ، وما يوعد به من تجليات لا حصر لها .

التجليات المنجزة لحد الآن هي :

أمّي بلادي / ساجدة الموسوي

اللوحة / عارف الساعدي

مشاركة