صيام القمر
كم كنت أتمنى استطيع الوصول الى القمر و اربط فيه حبلاً طويلاً واسحبه خلفي و انا اركض لينبهروا اطفال الحي بأني حصلت على هذا المصباح الجميل البعيد وكنت اتساءل لماذا اراه صغير و احيانا كبير ولماذا الناس تترقبه في ايام رمضان؟؟ وفي ليلة افقت على صوت ابي و امي وهما يتبادلان الحديث في منتصف الليل استغربت!! ذهبت لهما فوجدت امامهما اكواب من الحليب وطبق من القيمر وطبق فيه مهلبية (محلبي) تصنعه امي فقط في ايام رمضان بعدها ذهبت لأختي التي تكبرني بعامين اعتادت الاكل معهما دائما وايقظتها لنأكل سوية , كانت كمية قليلة ولكن والدي رحب بنا و اجلسني في حجره و قال: هل تريدين الصيام حبيبتي وهو يمسد على رأسي بيده الحنونة يرتب شعري المتشابك بعد إستيقاظي من النوم . قلت له : نعم اريد الصوم, بعدها سألت ابي لماذا تطلق على القمر هلالاً عندما يكون صغيراً وكيف يكبر؟؟ رد علي والضحكة تعلو محياه الجميل قال: نحن لا نأكل طيلة فترة النهار لكي نسمح للهلال الصغير ان يأكل وفي الليل نأكل نحن والهلال لا يأكل يترك بيته ويأتي لينير لنا ظلمة الليل وليلة بعد ليلة يكبر حتى يصبح قمراً مكتملاً فيأمرنا الله ان نطعم القمر في هذا الشهر من السنة ونحن يجب اطاعة الله عز وجل ويجب علينا أن نتقاسم الطعام مع بعضنا,, فقمت بأغلاق كفي حتى لا آكل طيلة فتره النهارحيث كنت اعتقد ان الصيام هو (صم) قبضة اليد حتى لا نأكل وكانت والدتي و أخوتي يضحكون ولم اعرف لماذا يضحكون في حينها ,, واليوم تذكرت حديث والدي الذي كان فيه حكمة ان نتقاسم الاكل والخيرات مع الجميع ليشع النور في حياتنا كما امرنا الله لكن في أيامنا هذه فأن اعضاء الحكومة يأكلون ليل ونهار لا يعرفون الصيام حتى في هذا الشهر الفضيل ويتركون الشعب يترقب والهلال لا زال صغيراً لا يكبر ليصبح قمراً ويضيء ظلمة بلدي الذي طال ليله…
جميلة نعيم الخفاجي – البصرة
