صناديق الاقتراع ..بين كصكوصة المقاطعين وتوثية ألمشاركين – حسن الحيدري
مع قرب موعد الانتخابات ينقسم المجتمع العراقي بين مؤيد ومعارض لاجراء الانتخابات وبين مشارك ومقاطع لهاالسياسة العراقية لا تخلو من المفاجآت. حيث جاءت دعوت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للانسحاب من مجلس النواب بعد فوزه ب 73 مقعد كحركة مفاجئة، أربكت الخصوم، وأعادت الحسابات من جديد لدى الكتل السياسية فالمقاطعة هنا ليست مجرد انسحاب كما يراها متابعون للمشهد السياسي بل رسالة قوية مفادها بأن اللعبة الانتخابية لم تعد مقنعة .ولن تجدي نفعا .حيث يرى جانب من افراد المجتمع العراقي ان مقاطعة الانتخابات حق دستوري وانعكاس لتردي الاوضاع المعيشية للاسر الفقيرة واستمرار انقطاع التيار الكهربائي في فصل الصيف فضلا عن انتشار البطالة وغلاء المعيشة على الكسبة والمعتاشين على القوت اليومي . ويرى اخرون ضرورة عيش اللحظة الانتخابية التي تؤسس لكتل برلمانية تاخذ على عاتقها اختيار رئيسا للحكومة وتشارك بتشكيلاتها الوزارية فيما بعد التصويت الانتخابي .وفي الجانب الآخر من المشهد،انتشر مقطع فديو لمغتربة عراقية وهي تتبادل الحديث مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لقاء سريع ، ابتسامة أمام الكاميرات، ورسائل تفاؤل تُرسل إلى الداخل والخارج على حد سواء مفادها ان العراقيون في المهجر متحمسون وكل شيء بخير بعضهم اشار الى ان اللقاء صدفة واخرون يرون ان اللقاء هُيَأ له .المغتربة التي تمتلك حسابات ذي متابعة فاقت الثلاثة ملايين على مواقع التواصل الاجتماعي ايدت اجراء الانتخابات في موعدها المحدد واكدت انها ستدعو الى انتخاب السيد السوداني وبخلافه ستستخدم( التوثية ) كتعبير مجازي يستخدمه العراقيين المتابعين للشأن السياسي يرون ان قادم الايام حبلى وان زعيم التيار الصدري (بكصكوصته ) قد يغير مسار التهيئة للعملية الانتخابية حيث قد تفهم ايماءاته بانها دعوة للتظاهر والحراك الشعبي الرافض للمشاركة وعدم منحها الشرعية امام الراي العام الاقليمي والدولي .بينما يرى اخرون ان ابتسامة الرئيس بلقاء العراقية المغتربة جائت لمنح المتخوفين من مستقبل العملية السياسية جرعة اطمئنان وان الامور تسير على مايرام . وبين القصاصة في الداخل والتوثية في الخارج، يبقى الناخب العراقي تائهاً أي مشهد سيتحقق ؟ مشهد الزعيم الذي يدعو جمهوره للمقاطعة وعدم المشاركة في انتخابات تعيد المشهد الحالي والسابق ، أم مشهد الرئيس المتفائل بالمستقبل القريب ..
