صعوبة ضبط الشارع

يوميات مواطن

صعوبة ضبط الشارع

اصبح الشارع بكل تفاصيله بدون اخلاقيات عامة وكل فئات المجتمع الراقية والمتخلفة المثقفة وغير المتعلمه يحكمها اليوم العقل الجمعي للشارع

لم يعد هناك قواعد او اسس او نظام للشارع او الناس في الشارع بمختلف مستويات الناس

في تركيا او تايلند او الصين او ماليزيا او سنغافورة وكل الدول التي زرتها وبعض من هذه الدول كانت بالامس القريب تعد من الدول المتخلفة وخارج حدود العلم والتقدم …..

في هذه الدول لم اشاهد باصاً حكومياً او اهلياً يقف في كل مكان انما في محطات ومواقف مخصص للباص ولم ار باعه جوالين تملكوا الشارع ولم اشاهد افراداً تقف خارج حدود مواقف الباصات لتأشر للباص ليتوقف لأنهم يعلمون انه لايتوقف الا في المكان المخصص لتوقف الباص حتى سيارات التكسي الصغيرة يوجد لها اماكن للوقوف والتوقف ولاتوجد حرية مطلقة للفرد او للعجلة الكل يمشي وفق قوانين اما وضعية تضعها الحكومة وبشكل صارم ليلتزم بها بعض المخالفين او قوانين وضعها المجتمع بطريقة سلوكية تعلم عليها افراده فأصبح بعض النظام عادة وعرفاً ومن المسلمات بحيث من المعيب تجاوزه ….

وهكذا كان العراق وبغداد قبل دخول التتار الجدد اليها…..

انفلت عقد الانظمة الصارمة التي وضعتها الحكومة وايضا تسيد اصحاب ( العرباين) الشارع وتطورت امورهم واشتروا سيارات حديثة وباهظة الثمن لكنهم لايزالون يقودون سياراتهم بعقيلة العربانه والتركتر…..

لهذا عمت الفوضى وهذه الفوضى انسحبت رويدا رويدا لتشمل الجميع حتى الطبيب والاستاذ والعالم لان الجميع اصبح يفكر بعقل جمعي وهو عقل الشارع وان لايزال البعض يحاول ان يعود بالنظام لتلك الحقب الجميلة ويطبق امور السير والقيادة لكنه يفأجئ انه نشاز ومغبون حقه وخارج حدود اخلاقيات الشارع السائدة الان.

تجاوز سائق

اليوم لانعتب على السيارات وتجاوز سائقيها على كل شيء وخاصة سيارات الاجرة والنقل وسيارات الحمل واللوريات والشاحنات ….

بقدر مانتوقف عند سلوكيات الفرد وليكن هذا الفرد من الطبقة المتعلمة والراقية ……

بحكم طريقي اليومي الذي يمر من جسر الجادرية مرورا بجامعة بغداد وبالعرصات والكرادة  وما تشاهده عيوني تترجمة حروفية .

في السابق كان الذي يرتدي البدلة ( القاط) يقولون عليه متعلماً ومثقفاً والناس تراقب تصرفاته لانه يصبح قدوة بعيونهم  الان بعض اهل القوط والباينياغات هم من يعيثون بالارض فساداً وسرقة وقتل وكم هائل من التخلف العقلي والعلمي والديني والسلوكي وترى الكثير منهم لباسه انيق وكلامة كلام عربنجي ….

لابس قاط ويقف بقلب الشارع ويوقفك خلفه ليشتري شاياً من بائع جوال واخر ايضاً انيق الملابس لايبالي لمن وراءه ولهُ نفس الحق في الشارع وفي المسير لكن الاول يقطع الشارع لانه محتاج كم وصلة بازا ليمسح به حذائه او سيارته وعندما تنهره وتقول هذا غير لائق لايستحي ويعتذر انما يهاجمك ويخرج لسانه عبارات بذيئة لاتناسب ملابسه ولا سيارته ولاحتى باجه العلمي لأن كل هذه الامور طارئة عليه وحالة تطبع ليس طبعاً ويغلب الطبع التطبع مهما حاولنا او حاول الشخص نفسه ان يتطبع بسلوكيات العالم المتحضر

اخر يحمل حقيبة دبلوماسيه وملابس توحي لناظره انه مميز بالعلم والرقي لكنه يستأجر التكسي من امام اشارة المرور ليصنع زحاماً وكماً هائلاً من الزمامير والصخب وكان بامكانه الوقوف بعد 20 متراً ليأخذ تكسي واخر بل اخرين عندما يتوقف سير المركبات تراهم متوقفين وعندما تفتح الاشارة بحركة السيارات تجدهم يقطعون الشارع ليسببوا حوادث ازدحامات ولم يعد هناك خوف او وجل او حتى حياء لدى البعض الغالب حتى لأعمم في الشارع اصبح الشارع ومن فيه خارج عن المألوف لاسلطة لشرطي او رجل مرور او احترام لكبير او طفل او لأمراة مسنة الكل يفكر تفكير جمعي وبعقل متخلف لم تعيشه هذه البلاد منذ نشأتها ونشأت طرقاتها وتواجد السيارات فيها حتى عندما كانت وسيلة النقل عربات تجرها الخيول (ربل) كان لها نظام ولها اصول وفق معايير وعادات مجتمعية سائدة حينئذً اما اليوم لانظام ولأخلاق لامدرسية ولابيتية ولا قوانين وضعية تحكم الشارع ومن فيه.

الكل تمشي حسب فطرتها وكم هم الذين فطروا على الجهل والتخلف والعادات السيئة حتى انعكست فطرتهم على الشارع كما ترون وتسمعون.

شوارع راقية

هذا كله في شوارع تنتمي للطبقات البرجوازية وتصنف من الشوارع الراقية قبل يومين احتجت لساعة كاملة حتى اجتاز شارع 14 رمضان من قوس البداية لقوس النهاية لا لحادث او سيطرة جيش انما لأن الشارع عرضه التقريبي 40 متراً لكل اتجاه السيارات المتوقفه فيه حوالي 35 متراً للتسوق والتبضع وواقفه على مقولة دقيقة وارجع وصف اول وصف ثاني وصف ثالث وكل الشارع اصبح ملك لناس تقطع لك وصل بالوقوف على ارصفة الدوله وهي ملك عام للجميع وخلف كل وصل عصابه ومسلحين يحمون صاحب الوصل واصبح الرصيف يدر اموال والشارع وحتى الطرق الفرعية امام البيوت ولاعجب بعد كم يوم ادفع اجور كراج بيتي لاحدى العصابات  ولايزال يخرج علينا كم ملــــــعون ليقول لنا نحن دولة ومؤسسات ولدينا دستـــور وقوانين ؟

اما اذا تحولنا الى مناطق شارع الرشيد وشارع الجمهوريه وشارع الكفاح وماحولها من شوارع

لشاهدنا شي لايمكن وصفه ابدا ولسمعنا كلام لايمكن نقله للناس ….

عرباين وضجيج وعبارات نابية وانحلال اخلاقي رهيب ..

مما تقدم من كلامي لم يعد بالامكان ضبط الشارع وفق قوانين سير تحكم النظام وفق معايير الدول المتحضرة ابدا  خاصة في دوله تحكمها عشرات الانظمة نظام عشائري ونظام عسكري ونظام مدني ونظام( كلمن بكيفه) ونظام الي عنده باج ونظام الي حامل هوية عشائر ونظام هوية الصحفي وهوية الطبيب وهوية الاستاذ الجامعي وهوية الامن وهوية الداخلية وهويات الاحزاب التي لم تعد لدينا ارقام عن اعدادها وهوية رابطة هذا ومنظمة ذاك وهوية الحمايات ومواكب الشخصيات والسادة والشخصيات ووووووو حتى كل فرد من هؤلاء اصبح يعتبر الشارع ومن فيه ملك له لأنه مناضل …

لذلك لــم يعد لقوانين المرور والداخليه اي اثر الا على من لم يملك باجاً او هوية وهذا يملك فقط الدعاء لله بأن تأتي من عنده ساعة الخلاص وسوف تأتي لامحاله وان طال الزمن ….

احمد ثامر الجبوري – بغداد

مشاركة