صرخة أم

 

متى ننتصر على التشرّد ؟

صرخة أم

اليوم لن أقدم أي مناشدة للجهات المسؤولة  ولن يكون لي حديث مع الأغنياء.

سيكون لي حديث خاص مع الانسانية تلك الصفة التي منَ الله سبحانه وتعالى على بعض البشر ..

نعم بعض البشر ..

لانه من الطبيعي أن يكون هناك أشخاص لاينتمون الى الانسانية في شيء.

 كلنا نعرف أن بلدنا يمر بمرحلة صعبة جداً وجيشنا والحشد الشعبي وجميع القوات الامنية يخوضون هناك في ساحات القتال أشرس المعارك ضد عدو بغيض مع كل دعواتنا لهم بالنصر والعودة الى عوائلهم سالمين يحملون رايات النصر المؤزر بأذن الله تعالى.يبقى علينا نحن مهمة كبيرة جداً وهي حماية هذه العوائل ومد يد العون الى أطفال ليس لهم ذنب سوى أنهم ولدوا في بلد عاش حروباً كثيرة وتكالب عليه الاعداء من كل حدبٍ وصوب.

مع كل خطوة لنا في شوارع بغداد نرى العجب وبالطبع ليس في بغداد بل جميع محافظات العراق  نرى أطفالاً بعمر الزهور يجوبون الشوارع ويملأون الاشارات الضوئية صبية وفتيات كبار وصغار نرى الشاب منهم يحمل أقراصا للبيع ونرى أطفالا يحملون العلك ويتوسلون للمارة بالشراء منهم فقط ليبيع ما يحمل من بضاعة ويعود ليمارس او ليعيش طفولته التي حرم منها بسبب لانعلم ماهو .. هل هي الحاجة ام عدم المسؤولية من قبل ذويهم او أنها أصبحت مهنة سريعة الربح وهذا ماجعل أولياء أمورهم يتنازلون عن أجمل ماخلق الله داخل نفوسهم من مشاعر أبوية او أنهم من أبناء الشهداء او العاجزين مما أضطرهم ممارسة هذه المهن المخجلة فقط ليعيلوا أهلهم.

حيرة تصيب كل من يمر ويرى هذه الضاهرة في شوارعنا

أوجه أسئلتي هذه الى منظمات المجتمع المدني فقط لاني لا ارجو من الحكومات المتعاقبة شيئا،  نحن نعلم أن من يحمل صفة ناشط مدني لابد أن يكون في قلبه الكثير من الانسانية التي يفتقدها المسؤول الجالس على كرسي الحكم والذين يكون كل سعيهم هو الحصول على هذا الكرسي مهما كان الثمن.

هنا أتسائل أين دوركم في الاصلاح وكيف يكون الاصلاح برأيكم اليس من حق هؤلاء الأطفال أن نبدأ بهم وتكون مطالبتنا الاولى هي ضمان حقوقهم وأبعادهم عن شر الشوارع وكل ماتحمل من خطورة على براءتهم وشعورهم بالأمان.. سؤال لكم يامن تطالبون بحقوق الانسان وأيضاً سؤال لكل من يحمل فكراً وقلماً وقضية يؤمن بها.

أين أنتم من الطفولة المشردة ؟

أين أنتم من فتيات أكلت منهن الشوارع وشربت ؟

بل أين أنتم من الانسانية الحقة ؟

لو أننا راجعنا أنفسنا قليلاً لوجدنا أننا لانستحق العيش في هذه الحياة ونحن نبحث فقط عن المنصب والشهرة والحياة الرغيدة ..  لو أننا راجعنا أنفسنا قليلاً لوجدنا أن كل وقفة في شوارع بغداد لابد أن تكون للطفولة الطفولة فقط لانها البذرة التي يجب الاعتناء بها حتى لانمر بكل مامررنا به في المستقبل.

عودوا الى أنسانيتكم وحاولوا المطالبة بحقوق الطفل المشرد قبل كل المطالبات والتكريمات والاحتفالات التي تقومون بها

لنبدأ من الصفر ونجعل من قضيتنا الكبرى أطفال العراق حتى يكون العراق القادم أجمل.

هي صرخة أم تخشى على كل أطفال العراق من الضياع.

نوال علي العزاوي – بغداد

مشاركة