صراع القمم
يمتحن البعض المقولة الشهيرة جدا “السفينة التي تكثر ملاليحها تغرك” امام مقولة اخرى وشهيرة ايضا لاتقل عن سابقتها وهي “يتعلم حجامة بروس اليتامى” من اجل ذلك يقف الناظر الى الاوضاع الراهنة ومجرياتها منذ نيف من الزمن والى الان على المستوى المحلي متسائلا ما الذي يحدث ؟؟
فالاوضاع فاقت جميع التوقعات الدراماتيكية والسيناريوهاتية الشرقية والغربية !!
فأحياننا ترى القمم السياسية بأعلى درجات التواد والتراحم والتحاب والتراضي واثر (الانياب) الغائرة بالابتسام واضحة للعيان ونشوة كبيرة تغمر المجتمعين والمؤيدين , وعلى صعيد اخر وفي كثير من الاحيان تشرق شمس العراق على ازيز السهام النارية المتراشقة بين هذه القمة وتلك وبين شد وجذب ونزاع وصراع يقف المواطن العراقي ونظره شاخص نحو القمم يتمثل مدى خشونة الصراع واحتدام الواقف وعدم مراعات اي هيئة او شخصية او فئة , ويتفاقم المسلسل الى اعلى درجات الصدام بكل انواعه وكانه استعراض “الكيك بوكسنغ” داخل الحلبة والجمهور يهتف بين المتصارعين ولكن الفرق بين الحالتين ان الجمهور داخل هذه الحلبة تناله شيء من هذه الضربات ولعلها تكون الاقوى والانكى والعجيب ان الحكم يقف متفرجا دون ان ينبت ببنت شفه رغم ان لجنة تقييم الاداء تسجل ملاحظاتها ولا تكاد تشرد منهم اي ملاحظة دون تدوين , ولكن سرعان ما يجيء بهذه الملاحظات الى الالة التالفة والخاسر الاكبر هو الشعب العراقي وقد ضحى وما زال يضحي بالغالي والنفيس .
بكل ماتعنيه الكلمة شكراً للقمم السياسية التي لم تضع في قلب كل العراقيين ادنى شك انها لاتنفع بشيء سوى صناعة الخلاف والاختلاف وتضييع الوقت على الشعب العراقي لاستنزاف مزيد من المليارات واللعب بأعصابهم ومصادرة حرياته وحقوقه وامتيازاته بالعديد من الدعاوى والشماعات الرائجة في هذا الزمن والمعروفه عند كل العراقيين .
والسؤال اليوم هو اذا اتهمت الحكومة العراقية الحالية بغير الشرعية في ظل الزئير السياسي من اين جاءت الحكومة ياقممنا الشامخة ؟
يكفي مزايدات على الدماء العراقية التي ترخصوها يوما بعد يوم يا قمم , نريد التفكير الجدي ومن بعده العمل الصادق المثمر الذي يصب في مصلحة من عانى الامرين على مر الدهور السابقة اما ان الاوان ان يرتاح هذا الشعب ؟
نريد استبدال سمفونية “الجعجعات” الى لغة المصلحة العامة وتقديم الوطن اولا ليس الوطن اولا كما تفسره بعض القمم ولكن الوطن اولا كما يفهمه الشعب العراقي والشعوب اجمع .
هظيب الشمري- بغداد
/4/2012 Issue 4176 – Date 17 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4176 التاريخ 17»4»2012
AZPPPL