صديقي وزير التربية لا تستقل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اكتب لكم اليوم بموجب ما بيننا من أخوة وصداقة اعتقدها تسمح لي ان اخاطب الصديق الوزير ورفيق رحلة الحج الأخ الدكتور محمد علي تميم وبعد أن تقطعت سبل التواصل بيننا أجدني مضطرا لمناشدتك بعدم تقديم استقالتك كما ورد في بعض وسائل الاعلام او بعض أروقة السياسة التي لم تفرحنا يوما.
صديقي الكريم..
أعرف ويعرف بعض المقربين من مصدر القرار التربوي في العراق ما بذلتموه من جهود جبارة أكلت من صحتكم وأعصابكم الكثير خلال تسنمكم حقيبة وزارة التربية ومتابعتكم الدقيقة واليومية وهنا لست في معرض تعداد مناقبكم او تقديم خدمة دعائية لا تحتاجها..
أعلم ويعلم غيري أنك اصبحت وزيرا للتربية بعد أن حصلت على ما يقرب من خمسين الف صوتا انتخابيا في كركوك ولكونك تدريسي في جامعة كركوك بل وترأستها لفترة من الزمن ولست ببعيد عن اجواء ما أوكل لك من حقيبة ، وأعلم انك جزء من القائمة العراقية التي ينادي بعض قادتها اليوم بضرورة الانسحاب من الحكومة وتقديم وزراء القائمة استقالاتهم تضامنا مع اصوات الجمهور في عدة مناطق تمثل الثقل السكاني للقائمة .. وأعلم ما تواجهه من ضغوط سياسية واجتماعية ومناطقية ولكن أذكرك أخي الكريم بقسمك يوم توليت حقيبة التربية وربما لم تكن مطلعا تفصيليا على ما تعنيه هذه الوزارة المجتمعية التي تتعامل بشكل دقيق ويومي مع تسعة ملايين تلميذ وطالب عراقي وفيها قرابة ثلاثة ارباع مليون موظف بين تدريسي واداري وخدمي. أذكرك أخي ان امتحانات نهاية العام الدراسي الجاري لم يتبق عليها سوى اسابيع
أذكرك أخي الكريم ان البث ما زال متوقفا عن الفضائية التربوية لعدم وجود وزير يقوم بتوقيع العقد وتسديد مستحقات وأجور البث
وهذه القناة هي التي يتابعها الطلبة لمشاهدة دروسهم العلمية وطرح الاسئلة على التدريسيين الذين ما زالوا يواصلون تسجيل دروسهم على أمل عودة الحياة يوما للقناة التربوية.
ولأني لا اريد الخوض في تفاصيل الحوادث السياسية لاسباب تعرفها ولاني قد دفعت سلفا ثمنا باهضا لمقالات سابقة فلن اخوض معك في هذه التفاصيل وسيكون حديثي معك مقتصرا على ما هو مهني وتربوي بحت لكن اسمح لي ان احيل رسالتي هذه الى ضميرك الذي اثق بنقائه وصفائه.
هل تقبل ان تتخلى عن مسؤوليتك الاخلاقية والمهنية امام كل تلاميذ وطلبة العراق ارضاء لحزب او قائمة؟
هل يمكن ان تكون قراءتك للتاريخ وانت المختص والحاصل على شهادتين عاليتيين في التاريخ؟ اقول هل يمكن ان لا تكون قراءتك للتاريخ وفق هذه المعطيات الا صحيحة وعلمية.
العزيز ابو تميم.
لقد قلت في أخر خطاب لك
( اسمحوا لي ان احدثكم عن حلم يراودني دوما انني أرى الغيوم مدارسا وأرى طلبتنا يرتدون ملابس زاهية يحملهم بساط الريح الى حيث يتربون ويتعلمون لخدمة عراق أمن وموحد ومزدهر )
لاتستقل كي تحقق حلمك
لا تستقل كي تفتتح مزيدا من المدارس التي اوشكت على ألأنجاز
لا تستقل كي تنهي عاما دراسيا جديدا بأفضل ما يمكن من مناخات لابنائك الطلبة
لا تستقل فليس كل ابناء العراق سنحت الفرصة امامهم ليكملوا دراستهم خارج العراق
لا تستقل من اجل ملايين الطلبة الذين يتحدون الموت يوميا ويملؤون مدارسهم المكتضة ضحكا وبراءة
لا تستقل من اجل خمسة ملايين عراقي انضموا في حملة محو الأمية
لا تستقل وتذكر حديثك في رحاب بيت الله ومسجد نبيه الاكرم عن العراق ومستقبله .. لا تستقل أكراما لاحلام ابناءنا الذين لم تسمح الايام لعوائلهم ان ترسلهم الى عواصم أمنة كي يكملوا دراستهم
أعذرني أذا كنت قد جاوزت حدود صداقتي وعذري أنني كنت دوما صادقا وأمينا مع من أحب وأنت تعلم وتعرف كم احبك وأقدرك أخي وصديقي ووزيري العزيز دوما.
جبـار المشهداني
AZPPPL