شمخاني يبلغ المالكي بمبادرة السيستاني وخامنئي لانهاء أزمة تشكيل الحكومة العراقية
عودة الطالباني ترجح ترشيح برهم صالح إلى الرئاسة وطهران تدعو الجبوري لزيارتها
لندن ــ نضال الليثي
بغداد ــ علي لطيف
طهران الزمان
كشف مصدر ايراني امس ان علي شمخاني امين عام مجلس الامن القومي ومندوب المرشد الايراني في المجلس واحد المسؤولين عن متابعة الملف العراقي قد ابلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمبادرة جديدة لحل أزمة تشكيل الحكومة في العراق جرى اعدادها من المرشد الايراني علي خامنئي ووافق عليها اكبر مراجع النجف علي السيستاني وباقي مراجع النجف الكبار محمد سعيد الحكيم ومحمد اسحاق الفياض الذين زارهم شمخاني في النجف الخميس وتداول معهم المبادرة قبل ان يلتقي المالكي في بغداد امس.كما بحث شمخاني الازمة العراقية مع اياد السامرائي رئيس الحزب الاسلامي العراقي فيما دعت ايران رئيس البرلماني العراقي سليم الجبوري لزيارة طهران الثلاثاء. وفي هذا السياق، دعا احمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء الى الاسراع في اختيار رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة وفق التوقيتات الدستورية . وجدد التذكير بما سبق بيانه من ضرورة ان تحظى الحكومة القادمة بقبول وطني واسع وتكون قادرة على حل أزمات البلد ومعالجة الأخطاء السابقة ، في اشارة الى الاخطاء التي طبعت عمل الحكومة الحالية بقيادة المالكي. وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها ل الزمان ان شمخاني يشارك في ادارة الملف العراقي منذ ثلاثة اشهر وسبق له اجراء مباحثات مع رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني خلال زيارته الى طهران حول الازمة كما ارسل شمخاني نائبه الى اربيل الذي التقى رئيس الاقليم مسعود البارزاني وزعماء الاحزاب الكردستانية وبحث معهم الازمة مع الحكومة المركزية وقدم لهم وجهة نظر طهران بحل الازمة. وقالت المصادر ان شمخاني الذي ولد في خوزستان ويتحدث العربية يعارض الولاية الثالثة وقال لمجلس الامن القومي خلال اجتماعه الاخير ان استمرار الوضع على ماهو عليه يعرض مصالح ايران في العراق الى الخطر . واوضحت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها ان طروحات شمخاني حول العراق تلاقي الدعم من الرئيس حسن روحاني وجواد ظريف وزير الخارجية لكنها لاقت الرفض الكامل من المرشد الايراني الذي يعد المالكي هو الرجل المناسب القادر على الحفاظ على مصالح ايران في العراق لكنها لم تستبعد تأثير روحاني وظريف على مواقف خامنئي. فيما قال محمود عثمان النائب في التحالف الكردستاني ل الزمان ان محمد رضا مقدمي نائب شمخاني قد ابلغ البارزاني ان ايران لا توافقه الرأي على اجراء الاستفتاء وانها تتدعم وحدة العراق وانها تريد منه المشاركة في الحرب ضد الدولة الاسلامية. وحول وجود تناغم امريكي ايراني حول مبادرة مرجعتي النجف وقم بخصوص العراق قالت مصادر طلبت عدم ذكر اسمها تحدثت ل الزمان من واشنطن ان الولايات المتحدة ترفض تعزيز دور ايران في العراق من خلال ارسال قواتها ومستشاريها الى بغداد لكنها سوف ترحب بدور مرجعتي النجف وقم لانهاء الازمة في العراق. وقالت المصادر ل الزمان ان الرئيس العراقي جلال الطالباني سوف يصل العراق اليوم بطلب امريكي. واوضحت المصادر ان واشنطن كانت تفضل عودة الطالباني الى بغداد قبل هذا الوقت. واوضحت ان طائرة الطالباني سواء هبطت في بغداد او السليمانية سيكون له دور في انهاء الخلافات والازمة التي يعاني منها العراق نظرا لعلاقاته مع جميه الاطراف العراقية فضلا عن علاقاته الدول العربية والاقليمية خاصة السعودية والاردن وتركيا. واضافت المصادر ان عودة الطالباني الى العراق سوف يدعم ترشيح القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح امام منافسه محافظ كركوك نجم الدين كريم على المنصب.فيما قال عثمان ل الزمان ان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني اجل اختيار ترشيح الرئيس العراقي من بين قياديه الى مابعد عودة الطالباني. واضاف عثمان ان وجود ودور الطالباني سيساعد على ايجاد حل للازمة. ونفى عثمان اي نية للطالباني بترشيح نفسه للرئاسة. يعود الطالباني اليوم السبت الى العراق بعد اكثر من عام ونصف عام من العلاج في المانيا في وقت تواجه وحدة بلاده اخطر تحدياتها في ظل هجوم المسلحين المتطرفين والازمة السياسية المتفاقمة والنزعة الكردية نحو الانفصال. وجاء في بيان رسمي نشر على موقع رئاسة الجمهورية أمس ان رئيس الجمهورية جلال طالباني سيصل إلى ارض الوطن السبت التاسع عشر من تموز بعدما من الله تعالى بالشفاء لفخامته واتمام العلاج في البلد الصديق المانيا من العارض الصحي الذي مر به . واضاف البيان ان الطالباني الذي سيصل الى مدينته السليمانية في اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي سيؤدي بكل المسؤولية المعروفة عنه مهامه وعمله رئيساً لجمهورية العراق . وغادر طالباني في 20 كانون الاول 2012 الى المانيا لمتابعة علاج من جلطة دماغية، وقد نشرت صور له منذ ذلك الحين وهو يتحدث مع افراد عائلته في المكان الذي كان يتلقى فيه العلاج. ويعود الطالباني الى العراق قبل يوم واحد من اغلاق البرلمان باب الترشح لرئاسة الجمهورية، وفي وقت تخوض الاطراف السياسية مفاوضات شاقة بهدف التوصل الى اتفاق حول هذا المنصب وحول منصب رئيس الوزراء والمضي في تشكيل حكومة جديدة.
وبحسب العرف السياسي السائد في العراق والذي لم ينص عليه الدستور فان رئيس الجمهورية يكون كرديا، ورئيس الوزراء شيعيا، ورئيس البرلمان سنيا.
ويظلل تمسك رئيس الوزراء نوري المالكي بمنصبه المشهد السياسي بعدما اكد انه لن يتنازل ابدا عن السعي للبقاء على راس الحكومة لولاية ثالثة، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية له والاتهامات الموجهة اليه باحتكار الحكم وتهميش السنة.
ولا يزال امام البرلمان المنبثق عن انتخابات نيسان»ابريل الماضي والذي انتخب رئيسا له في ثالث جلسة الثلاثاء، مهلة قصيرة بحسب الدستور لاختيار رئيس للجمهورية تنتهي في الاول من اب»اغسطس المقبل.
وخاض المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 الاسبوع الماضي معركة كلامية مع السلطات الكردية في كردستان التي اتهمها بايواء منظمات متطرفة بينها الدولة الاسلامية و القاعدة ، فيما ردت هذه السلطات بدعوته الى الرحيل وترك منصب رئيس الحكومة.
وجاء ذلك في وقت يتعرض العراق منذ اكثر من شهر لهجوم كاسح يشنه مسلحون متطرفون سنة يقودهم تنظيم الدولة الاسلامية تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق شاسعة من شمال وشرق وغرب البلاد، مؤكدين نيتهم الزحف نحو بغداد ومدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين.
ومنذ بداية هذا الهجوم سيطر الاكراد على مناطق متنازع عليها مع بغداد بعد انسحاب القوات العراقية منها، وعلى راسها مدينة كركوك 240 كلم شمال بغداد الغنية بالنفط، في خطوة اكد بارزاني انها نهائية وهو ما رفضته بغداد على لسان المالكي.
ودفعت هذه المكاسب بارزاني الى الطلب من البرلمان المحلي الاستعداد لتنظيم استفتاء على الانفصال عن العراق، في حين اعربت الولايات المتحدة عن معارضتها لها.
وجلال طالباني الملقب مام جلال اي العم جلال باللغة الكردية، هو اول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث، وسياسي محنك ينظر اليه على انه ابرز الوسطاء بين الخصوم السياسيين في البلاد.
ويعد الرئيس طالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ، ابرز قادة اقليم كردستان الى جانب مسعود بارزاني رئيس الاقليم وزعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني .
وانتخب طالباني 80 عاما رئيسا لمرحلة انتقالية في نيسان»ابريل 2005 ما جعله اول رئيس كردي في تاريخ البلاد، واعيد انتخابه في نيسان»ابريل 2010 لولاية ثانية لاربع سنوات بعدما توافقت الكتل الكردية الفائزة بالانتخابات التشريعية آنذاك على ترشيحه.
ويفتقد العراق منذ اصابة طالباني بجلطة دماغية في 18 كانون الاول»ديسمبر 2012، ومغادرته الى المانيا بعد يومين من ذلك، الى مهاراته في تقريب وجهات النظر بين نخبة السياسيين وجمعهم على طاولة واحدة.
وقال مدير مركز الشرق الاوسط في كلية لندن للاقتصاد توبي دودج لفرانس برس ان طالباني كان الوسيط بين ايران والسياسيين الاكراد وبغداد .
واضاف ان عودة طالباني قد تعني ان الايرانيين يشجعون حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على الوقوف في وجه خطط بارزاني للانفصال .
AZP01