شعب جسد له خوار

شعب جسد له خوار

 لؤي الشقاقي

الاحداث التي مرت على العراقيين ليست فقط منذ 2003 بل منذ  1991 ولغاية الان جعلت من الشعب شعبا جسداً لهُ خوار فقط وليس له روح , طبعا ليس الكل لكن مع الاسف هكذا كان الاغلب .

النظام السابق داوم على سل و نزع الروح الوطنية شيئا فشيئا من الشعب فبعد ان كان العراقي يثور من اجل غيره ويتضامن مع قضايا لا تهمه او تخصه مثال قصة الطلبة الأفارقة الدارسين في العراق الذين خرجوا في تظاهرة ضد حاكم دولتهم ولما رآهم العرقيون خرجوا معهم والتفوا حولهم ولما جاءت قوات الشرطة هرب الطلبة وبقي العراقيون يدافعون عن شيء لا يعرفونه بل ويستقتلون في ذلك دافعهم هو الروح الوطنية والغيرة على قضايا الاخر حتى لو لم يكن لهم فيها ناقة او جمل..

اصبح لا يهتم حتى لو احرقت النار ثيابه بل حتى لو احرقته كله ,نعود للنظام السابق الذي سلخ الروح الوطنية من اغلب العراقيين فبات الاخ يشي بأخيه والابن بأبيه خوفاً او طمعاً بعد ام كان العراقي يضحي بنفسه في معارك حرب الثمانين لغرض جلب جثة جندي عراقي لا يعرفه حتى ولا يعرف من اي عشيرة او دين او مذهب حتى لا تبقى الجثة اسيرة عند الايرانيين صار اليوم يدلهم على جاره حتى اصبح الجار لا يأمن جاره بوائقه . داوم النظام على هذا بالترغيب تارة وبالترهيب تارة اخرى لأنه كان يتصور بهذا يفرق الشعب لتسهل سيطرته عليه لكنه لم يكن يعلم انه كان يقتل نفسه بيديه و يهدم سوره الحامي ويدمر اركان قلعته وحكمه , فقد تخلى عنه الناس بسوء اعماله وبظلمه وما ظل مناصراً له الا القليل اما بسبب وعد  قطعه او بسبب قرابة او صلة دم او التزام اخلاقي قديم , ولم يتمكن الشعب من ان يعود لسابق عهده لكون احزاب المعارضة كانت اكثر سوءاً  من نظام صدام وأكثر وبال ونكالاً عليه .

اصعب انواع الهزيمة هي هزيمة الروح واصعب انواع الحياة الحياة بلا روح بلا هدف بلا أمل وهذا ما كان عليه حال العراقي منذ 1991 والى اليوم .. ما اصعب العيش لولا فسحة الاملِ .. اصبح الناس كالدجاج تصحو لتأكل وتأكل لتنام وهذا ما داوم عليه الاحتلال الامريكي واحتلال سياسيي الصدفة للعراق فقد ساروا بخطى حثيثة لتتبع خطى من سبقهم وساروا على نهجه من افتعال الازمات كلما حاول الشعب ان يستفيق وكلما ظهرت بوادر اهتزاز في احد اركان عرشهم ألقوا عصا الازمات والمشاكل التي اثبتت انها كعصا موسى تلقف اي شيء يلقي الناس , واي شيء يفعله الشعب من شانه التأثير على حكم الساسة والمس بمنافعهم وسلطانهم تحتويه وتبلعه لعبة اثارة المشاكل والازمات كالثقوب السوداء التي يخشى على كل مجرتنا منها , مع الاسف قد تأمل العراقيون خيراً بزوال نظام لم يرتقي لمستوى طموحهم واتيان اخر رأوا فيه خلاصهم فكانوا كالهارب من المقلاة الى النار .

هذه المشكلة ليست في العراق فحسب بل في كل الدول العربية فقد تم ترويض المواطن العربي وتهجينه بعد ان كان صعب المراس قوي الشكيمة , كسروا روحه ونفسه فأصبح ميتاً يمشي على قدمين الا القليل طبعا ممن لازال يرى ان في العراقي وفي العربي الخير الكثير وأن ما هذه الغمة سرعان ما تزول ..

وسيثبت الشعب للحكام انه ثور  بل كبش  جسد له خوار وله أقوالً و افعالً ايضاً سيراها الاعمى ويسمعها الاصم ويعيها الجاهل ولات حين مناص.

مشاركة