شراع آخر يتوارى

مرثية

شراع آخر يتوارى

احمد الباقري

الى: روح حسين الهلالي

سيفتقدك َ المغنون في الليل،

وسيغدون أيتاماً، كسيري القلوب،

غير آبهين بالحياة.

ستفتقدك َ ألألوانُ التي تنتظر

ان تُرصع بها قماشةُ لوحتك،

غير انها بعد رحيلك

غدت عقيمةً خافتةَ اللمعان.

يارفيق الشروق

ماكان غروُبك في وقته ِ

وكانت الرياحُ ظالمةً جداً،

تلك الرياح ُ التي اقتلعتْ

شجرتك الخضراء.

كان صباحاً كئيباً

مثل صباحِ ِيوم ِالطف

واحجمت ْ البلابلُ عن التغريد،

كأنها فَقَدَتْ أفراخها

وكان النهر يدندن باغنية حزينة

هجرت الطيورُ اعشاشها

وحلقت في سماء ٍ من نار،

لم تلبثْ الاّ قليلاً

وهربت الى سماء ألأهوار الهادئة.

اسدلت الشمس ُ ستائرها على وجهها،

وأحتجبت وقد تعالى منها نحيب كئيب.

يانور الصباح النقي

الذي يتسلل من دِ رفةِ النافذة،

يارائحة الوفاء الزكيّة

تتصاعدُ حين يشحُّ الوفاء

ياسيفاً بيد أشجعَ القوم.

ياراية للحريّةِ تخفق في التظاهرات

يازقّورة المجد

حيث اختاركَ التاريخُ نائباً له.

ياامواج الثورة

حين تهدرُ وتقتلعُ الجذورَ اليابسة

لماذا تركتني وحيداً

تنهش لحمي ذئابُ الغابة ؟

بِم اعتصمُ لو اقبلَ الطوفان

أيها الجبلُ الغائب ؟

آيةُ دريئة فقدْتُها

بغيابك ايهاّ الدِرعُ الحصين ؟

انت آية بيضاء

يرسمها المجدُ على جبين التاريخ

ستبقى فجراً دائمَ الشروق ِ

على ارض غادرها الفجرُ عند رحيلك.

مشاركة