شرارة الشباب توقد نار الأبداع – عدي سمير الحساني

شرارة الشباب توقد نار الأبداع – عدي سمير الحساني

لا شك ان التحول الابداعي لبعض الدول في مجالات الحياة المختلفة لم يكن عن فراغ وانما جاء نتيجة جهود مستمرة وحثيثة من اجل احداث انعطافه مهمة في مسار التطور لتتجه نحو الابداع الفعلي الذي يخدم المجتمعات البشرية.

وعند البحث في تلك المسارات والانجازات الجبارة حتماً سنجد ان اساسها الشباب، فهذه الشريحة من المجتمع التي تنمو وتزدهر بهم بلدانهم وترتقي بهم شعوبهم.

ومن بديهيات العمل الابداعي ان تصاحبه عملية تطور فكري وعلمي وثقافي ومجتمعي والذي بدوره يؤدي الى الاستقرار الامني والنمو الاقتصادي.

اذاً ما هو دور شبابنا اليوم؟ من البديهي ان المستوى الفكري ليس واحد لدى الشباب فمنهم من هم مبدعون ومجتهدون ومنهم من هم عكس ذلك فكيف السبيل لتغيير المستويات المتدنية ورفع مستواها؟

ان التفاوت العمري الذي تشهده بعض المجتمعات الوظيفية التي احبطت الطاقات الشبابية واطلقت على نجاحاتهم طلقة الرحمة فاغتالت نجاحاتهم وطمست شخصياتهم وقيدت ابداعاتهم وطوقتها بالكلاسيكية المقيتة التي اكل الدهر عليها وشرب وتقطعت اوراقها وتهالكت اركانها حتى تهدمت وانطمست مفاهيمها، ومن هنا تقيدت الافكار البناءة لتطوقها الافكار الهدامة التي لازالت تُسيطر على مقاليد المناصب الإدارية العليا مستنفرة اقصى طاقاتها وعلاقاتها للبقاء في هذه المناصب قاطعة الطريق على الشباب المبدع.

فلو تابعنا الأعمال التي يقوم بها بعض الشباب لا سيما ممن يتسنم منهم مناصب إدارية وقيادية لوجدنا ان هناك تطور فعلي بُني على اساسات علمية متطورة انتجت مفاهيم شبابية جديدة تُحاكي الواقع المجتمعي الفعلي وتُلبي الحاجات الاساسية للمجتمع وتؤسس لانتقال التعاملات الوظيفية من الروتين المقيت الى السلاسة والبساطة بأسلوب علمي حديث.

لذلك ان التطور العلمي والثقافي والمجتمعي ايضاً خضع لتفاوت نتيجة الاستحواذ اللامنطقي على المناصب الإدارية يقابلها تطورات وابداعات وتعاملات حديثة واساليب متطورة نتيجة التعاملات الشبابية الصادقة للمدراء الشباب فهل الموضوع يخضع للمقارنة؟

حتماً لو قارنا وبشكل دقيق جداً لوجدنا ان كفة الشباب هي الراجحة دائماً وابداً بالأخص اذا شخصنا ذلك تشخيص دقيق حتماً سنجد هناك شرارات وهاجة اوقدت مشاعل الابداع واسست لأساسات ناجحة وخطت مسارات جديدة لا يمكن ان يُحيد عنها من يعقبهم بتسنم تلك المناصب بعدهم، لا بل جعلت السبيل الوحيد هو النجاح لا غير.

من هنا كان لا بد ان نُعيد خارطة التوزيع الشبابي ليحلوا كعناصر وادوات فعالة في المجتمع بدون ملل او كلل سالكةً لطريق التطور المستمر ناهضةً بالركود ومحولته الى بركان ثائر من النجاحات المختلفة والتي تصب اساساً في مصلحة مجتمعاتهم.

وطبعاً لا ننسى الجانب الامني الذي يعتمد بشكل مباشر على التطور المجتمعي والفكري والذي سيكون له الدور الاساسي في محاربة الفكر الاجرامي والمتطرف لينجو بضحاياه الى بر الامان وخلق بيئة مجتمعية آمنة .

           استاذ مساعد لواء دكتور

مشاركة