شخصية 2012
فاتح عبدالسلام
لو كان اختيار مجلة تايم الأمريكية لباراك أوباما شخصية العام مسألة داخلية في المفاضلة بين الشخصيات العامة داخل الولايات المتحدة، لما كان لأي متابع أن يعلق على هذا الاختيار.
لكن المفاضلة لدى المجلة الأمريكية حدثت بين شخصيات عالمية، حتى إن الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي التي أصيبت بالرصاص من حركة طالبان وهي تدافع عن تعليم الفتيات والنساء، جاءت بالمرتبة الثانية بفارق بسيط، وكذلك جاء في المراتب المتقدمة الدكتور محمد مرسي رئيس مصر وتيم كوك رئيس شركة آبل العملاقة. مع وجود شخصيات أكثر أثراً عالمياً لا يدخلون في خارطة المعايير الأمريكية في الاختيار.
لكنّنا الآن أمام حقيقة ترجيح كفة أوباما على جميع شخصيات العالم، زعماء وعلماء وفنانين وأدباء واقتصاديين وأطباء فهو شخصية عام 2012.
من أين حصل أوباما على نقاط تفوقه.؟ أمن فوزه بولاية ثانية؟ أم من معالجته الملف الاقتصادي الأمريكي؟ وهذان عاملان داخليان. إذن ما الميزة التي تجعله يتفوق عالمياً؟
هناك مَنْ يرى أن نأي أوباما بنفسه عن الحروب المشتعلة أو الموشكة هي الميزة التي تجعله الشخصية الأفضل. لكن ملف الحروب ليس متعلقاً بمن يشعلها كما فعلها سيء الصيت سلفه جورج دبليو بوش في العراق وأفغانستان، وإنّما المسألة تتعلق بالتعامل العقلاني لإطفاء حروب داخلية تشتعل في بقاع مهمة واستراتيجية من العالم انطلاقاً من روح المسؤولية التي تقع على زعيم أكبر دولة في العالم على صعيد بسط السلم العالمي.
أين أوباما ممّا يجري في سوريا؟ هل اكتفى بدوره المحدود في نطاق التصريحات والأمنيات بعد صرخة روسيا والصين المدوية في مجلس الأمن لتترك العالم المتنفذ بعدها مشدوهاً ومشلولاً بقوة ذلك الرفض الروسي الصيني؟.
يؤسف أن تشتغل مجلة عريقة مثل التايم بمثل هذه العموميات في إطلاق أحكام ومنح ألقاب وفرض إعمامها على العالم من دون وجه حق.
قد يكون أوباما الأفضل في الولايات المتحدة وذلك شأنهم، لكنّه في أصقاع العالم ليس كذلك حتماً بل لعلّ شعوباً كثيرة تكاد تنسى اسمه.
AZP20