شبكات الامتيازات المغلقة ـ سعد عباس

شبكات الامتيازات المغلقة ـ سعد عباس
… من المتعذّر قراءة ما يشهده العراق ومصر من انتكاسات وخيبات أمل بعد الخلاص من نظامين استبداديين فاسدين من دون معاينة الأولوية الأكثر أهمية للجمهور ولا سيّما غير المتحزّب منه أو ما يصطلح عليه بـ الأغلبية الصامتة ، أو الكتلة الحرجة ، وتتمثل هذه الأولوية بالعدالة الاجتماعية بمختلف عناوينها.
عانت هذه الأغلبية الحرمان طيلة العقود السابقة، لكنّ معاناتها تفاقمت بعد سقوط نظامي صدام ومبارك، ما يفسّر مشاعر الإحباط والخيبة والغضب، من جهة، ويسوّغ النظر الى أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة في البلدين على أنها الوجه الآخر للحزبين المنحلين فيهما البعث في العراق والوطني في مصر ، من جهة أخرى، ولا سيّما لجهة الارتكابات الجائرة والعدوان الصريح على حقوق الجمهور والانحياز الأكثر صراحة لترصين شبكات الامتيازات المغلقة.
والحال أنّ الاستبداد، ولا سيّما المتستّر منه بالدين، ينبني على التحكم لا الحكم، وسبيله الى ذلك نشر الحرمان وإفشاء الفقر والجهل ومحاصرة الجمهور بصراعات ماضوية وأزمات آنية مفتعلة تشغله عن أي تطور معرفي يكسبه القدرة على تحسين أوضاعه الاقتصادية وصولاً الى تحرّره من ابتزاز السلطة له بما ترميه له من فتات شبكات الامتيازات المغلقة التي يمثل أمراء المحاصصة عنوانها الرئيس حالياً في العراق، فيما يمثل أقطاب مكتب الإرشاد عنوانها الرئيس حالياً في مصر.
لهذا ليس غريباً أن يتشوّق جمهور الحرمان في العراق ومصر الى أمثال عبد الكريم قاسم وجمال عبد الناصر، ذلك أنهما الأصدق تعبيراً بالنسبة له فيما يتعلق بالتعاطي مع أولويته العدالة الاجتماعية، ولا سيما في جانبي السكن والتعليم، والأطهر يداً في التعاطي مع المال العام بنزاهة وعفّة.
جمهور غير متحزّب في أي مكان في عالمنا هو جمهور لا تعنيه هوية الحاكم ما دام عادلاً معه. لكن العدل مفردة لا وجود لها في قواميس أحزاب الاستبداد العلمانية أو الدينية. وتلك هي الأزمة الأكبر في العراق ومصر الآن.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول شسترتون الاعتذار البارد إهانة ثانية .
جواب جريء
ــ قول هكسلي أساس الأخلاق أن تمتنع نهائيا عن الكذب .
AZP02
SAAB

مشاركة