شارع الرشيد .. جادة سي
كان الشارع يُسمى بـ (خليل باشا جادة سي) نسبة الى اسم خليل باشا اخر ولاة بغداد في العهد العثماني وافتتح خليل باشا (الجادة) بعرض 16 مترا في تموز 1916م، وكان يمتد من باب المعظم الى جامع السيد سلطان علي.
اعترض سكان الجادة وخرجوا محتجين مرددين (هذي الكاع ما ننطيها ناظم باشا حاكم بيها) كما احتجت القنصلية البريطانية لان تنفيذ الجادة كان يمتد الى السنك ويخترق الحديقة الامامية للقنصلية وعلقت لوحة باسم الشارع على لوح معدني قرب جامع السيد سلطان علي،لم يكن الشارع مبلطا وتم تبليطه بعد دخول الانكليز الى بغداد وامتد التبليط حتى بداية شارع (ابو نؤاس) واستخدم الانكليز العمال المحكومين بالاحكام المؤبدة لرصف الارض بالحجارة والصخر بعد الانتهاء من تبليط الشارع سُمي الشارع بـ (الشارع الجديد) وذلك سنة 1917م، في عام 1926م بدأت بلدية بغداد بتبليط الشارع بالاسفلت وكان (نشأت السنوي) هو امين بغداد ونشرت الصحف البغدادية خبر تبليط الشارع في خبر نُشر يوم 7 ايلول -1926م قالت فيه (بوشر بتبليط الشارع العام (الرشيد) اعتبارا من الميدان وفُرشت الصخور على ان تعمل مجاري المياه على الجانبين ويفرش فوقها الاسفلت ،اما بين الميدان وباب المعظم فسيبلط بالكونكريت (الاسمنت)).
تتابع العمل
كانت سيارة الملك فيصل الاول اول سيارة ماره بالشارع ولان الصحف البغدادية انذأك كانت تتابع العمل في الشارع فقد نشرت صحيفة بغدادية خبر سير سيارة الملك فيصل الاول كأول سيارة في الشارع وذلك يوم 20 تشرين الثاني 1926م.
وجاء في الخبر (فرغت امانة العاصمة من تبليط القسم الممتد من مدخل رأس الكنيسة في الميدان الى رأس شارع الاطفائية في الشارع الجديد ويبلغ طوله نحو 300 ياردة واول سيارة مرت فوقه سيارة الملك فيصل الاول بعد عودته من اوربا). الا ان العمل المتواصل للشارع ادى الى ازالة بعض معالم المدينة القديمة منها باب من ابواب بغداد القديمة وقبلها هُدم باب الطلسم الذي كان مخزنا للعتاد العثماني سنة 1917م.
وفي سنة 1926م وفي هذا العام تم تغير الاسم الى شارع الرشيد ، بدأت البلدية باعمالها اُزيل باب الكلواذة او الباب الشرقي واستمرت عملية ازالة المعالم التاريخية لبغداد ففي سنة 1946م امر امين بغداد بهدم القبة القديمة لجامع مرجان لانه كان يعترض استقامة الشارع وفي نفس سنة أي 1946م اشترت امانة بغداد سيارات مستعملة لغرض النقل العام في الشارع بسبب ازدحامه بالعربات المعروفة بـ (الربل) وتجرها الاحصنة وفي سنة 1947م تم منع سير عربات الخيل في الشارع ،شارع الرشيد شارع فيه رائحة التاريخ رائحة تاريخ بغداد وهو يمتد الى تأسيسه ، انه شارع صامت يروي بصمت احتضانه للنهر يشعر فيه كل عراقي بانتمائه للعراق.
،ينتابك شعور غريب وانت تجوب الشارع تشعر انه شارعك وتشعر فيه بانتمائك لتاريخ يمتد عبر الزمن تسافر فيه الى ايام المنصور والرشيد والمامون وتعود لتروي قصة التاريخ .
عباس عدنان مالية -خانقين