سيول الأمطار تتسبب بكوارث طبيعية والمعالجات الحكومية خجولة

بغداد – شيماء عادل  – عادل كاظم

العقارب والافاعي والحشرات التي ظهرت عقب سيول الامطار والفيضانات اضافت مسببات جديدة لحصول كوارث بيئية بعد تراكم الظواهر السلبية منذ عقود منها ملايين الالغام وتردي الواقع الصحي وانتشار الاوبئة والامراض جراء انتشار الحشرات الناقلة للامراض وغياب الخطط المنهجية لمكافحة هذه الظواهر وبالرغم من وجود تباطؤ في وضع المعالجات الانية اللازمة الا ان لجنة الزراعة والمياه النيابية تعتزم تضييف وزير الموارد المائية مهند السعدي لمعرفة الخروقات التي ادت الى كارثة السيول في المحافظات الجنوبية من البلاد ودخول اكثر من 5 ملايين لغم من الحدود العراقية الايرانية الى داخل المحافظات المنكوبة.

وتوقعت لجنة الصحة النيابية حصول كوارث صحية تضاف الى معاناة المواطنين في ظل وجود حشرات وقوارض تنقل الامراض الى مراكز المدن. واكد عضو لجنة الصحة النيابية حبيب حمزة تشكيل وفد مكون من اعضاء مجلس النواب بالتعاون مع المجلس الاعلى للاطلاع ميدانيا على كارثة الفيضان في الجنوب. واضاف حمزة لـ(الزمان) انه( بعد حصول كارثة الفيضانات في المحافظات الجنوبية المتمثلة بمحافظات واسط وميسان والديوانية نتوقع ان يكون هناك اخطاء صعبة تضاف الى الكوارث الاخرى).

واشار الى ان (هذا الموضوع تمت مناقشته مع المجلس الاعلى وتم تشكيل وفد يضم اعضاء من مجلس النواب والمجلس الاعلى وتم الاطلاع على الكارثة وما سببتها من كوارث اخرى متمثلة بجرف الالغام من الحدود العراقية الايرانية الى داخل هذه المحافظات مما سيحتاج الى اعادة رسم خارطة جديدة للالغام).

موضحا انه (والى جانب اخطاء السيول والفيضانات فان الاخطار الصحية هي الاخرى تعد كارثة كبرى لاسيما بعد انتشار العقارب والافاعي والحشرات في تلك المناطق ولهذا تم اجراء اتصالات مع دائرة صحة واسط لمعرفة الاجراءات حيال حماية المواطنين من هذه الحشرات والزواحف).

داعيا (الجهات التنفيذية في وزارة البيئة والجهات الرسمية الاخرى ان تاخذ دورها في تدارك خطر السيول والفيضانات وما احدثتها من اضرار نتيجة جرف الالغام الى داخل المحافظات).

فيما اشار عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية كريم عليوي الى عزم اللجنة تضييف السعدي لمعرفة الخروقات التي ادت الى كارثة السيول والفيضانات وعدم القدرة على السيطرة عليها.

وقال عليوي لـ(الزمان) امس ان (اللجنة شكلت لجنة فرعية من 13 عضوا افي البرلمان لتقصي الحقائق وحصر الاضرار التي احدثتها السيول).

مبينا ان (اللجنة تضم مختلف الكتل السياسية وستباشر عملها لتحديد الخسائر من اجل تعويض الاهالي من لجنة الزراعة).

موضحا ان (اللجنة كانت قد ضيفت السعدي لمعرفة سبب الاهمال والخروقات التي حصلت في المحافظات الجنوبية).

واضاف ان (جواب الوزارة ربما سيكون ان السيول كانت نسبتها كبيرة جدا وجاءت من ايران وقدرة السدود الاستيعابية التي لم تستطع تحمل كمية المياه ما ادى الى اكتساح المناطق).

لافتا الى ان (السعدي تعهد اللجنة بتنفيذ مشاريع عدة منها انشاء السدود في محافظتي واسط وميسان وبالاخص في منطقتي شيخ سعد وعلي القربي كونها مناطق منخفضة ويمكن الافادة منها في تصريف مياه السيول عند اكتساحها المحافظات).

مشيرا الى ان (من الاخطار الاخرى التي تعد خطيرة جدا كون السيول جرفت اكثر من 5 ملايين لغم كانت قد زرعت على الحدود العراقية الايرانية ابان الحرب ولكن بسبب اكتساح السيول من ايران الى العراق ادى الى نقلها وانتشارها في المحافظات).

اجراءات سريعة

داعيا (وزارة البيئة والجهات الاخرى لاتخاذ اجراءات سريعة لرفع الالغام كونها مصدر خطر يهدد حياة المواطنين).

من جانبه اكد معاون مدير عام صحة بغداد الرصافة محمد جبر لـ(الزمان) اتخاذ الوزارة خطة ما قبل الفيضانات بالقضاء على القوارض والحشرات الناقلة للامراض ورش المناطق التي تعد مكانا لتجمع نواقل الامراض بالمبيدات الحشرية.

وقال جبر ان (المناطق التي شهدت فيضانات كارثية غير مسبوقة مثل شيخ سعد في واسط والحي وفي ميسان على الغربي والشرقي تم معالجة اراضيها برشات وقائية تسمى بالطارئة من اجل ضمان عدم انتقال الحشرات الناقلة التي تحمل معها الامراض الى مناطق السكن في مراكز المدن).

واضاف ان (هناك متابعة صحية للمناطق المنكوبة وذات البيئة الجاذبة للنواقل والتي تعد مكانا لتكاثرها والقضاء على بيوضها وصغارها عن طريق لجان وضعت لهذا الغرض).

واوضح ان الوزارة لن تتوقف عند هذا القدر عن المعالجة البيئية والصحية في نقليل اعداد الحشرات الناقلة بل بعثنا لجانا ترصد الامراض اذا ما حدثت ومعالجتها اضافة الى تقديم المساعدات اللوجستية وايصال المياه الصالحة للشرب اليهم ومراقبتها بشكل يضمن السلامة الصحية لهذه المناطق).

تردي الاوضاع

وقال مواطنون لـ(الزمان) امس ان (الفيضانات كشفت عن تردي الاوضاع الخدمية في المحافظات ومدى الاهمال الذي تعانيه).

واضافوا ان (اغلب الاسر تعرضت لخسائر كبيرة تبدا من اتلاف المحاصيل الزراعية والحيوانات وتنتهي القائمة بخسارة منازلهم وتهجيرهم القسري للحفاظ على ارواح اولادهم واسرهم).

موضحين ان (الفيضانات قامت بجرف محصولي الحنطة والشعير واتلاف مساحات واسعة من الاراضي اضافة الى ان عدم قدرة الاهالي على نقل المواشي جعلهم يتركونها للنجاة بحياتهم لاسيما الجاموس والابقار التي يعتاش عليها المواطنون).

 لافتين الى ان (الكارثة وتردي الاوضاع لا تنتهي بهذا القدر بل ان المياه عملت على طرد الحشرات والقوارض والحيوانات الخطيرة من اماكنها الى المناطق السكنية ما تسبب بتفشي الامراض وتعرض الاطفال الى لدغات من العقارب والافاعي دون تحرك من اللجان الصحية وان وجدت فان تحركها خجول). مطالبين الرئاسات الثلاث (بعقد اجتماع طارئ واتخاذ قرارات عاجلة لمساعدة المنكوبين واخلاء المناطق التي تشكل تهديدا على ارواح السكان).

مشيرين الى (ضرورة طلب المساعدة من الدول الصديقة لمكافحة مخلفات السيول).

مشاركة