سياسيو الإيجو أمر مثير للسخرية
أغلب ساستنا يدعو مشاركتهم في المعارضة في الزمن الغابر وكيف تم أضطهاددهم وممارسة العنف عليهم بجميع اشكاله.حيث ان في مختلف دول العالم التي تتبع النظام المسمى بالديمقراطي، عادة ما تكون هناك احزاب متعددة تتنافس فيما بينها في الانتخابات. الحزب الفائز في هذه الانتخابات والحاصل على اكبر عدد من اصوات الناخبين يدير في العادة شؤون البلاد إما لوحده إذا كان عدد الاصوات التي حصل عليها كبيرا او من خلال ائتلاف مع احزاب اخرى اقل شأنا. اما الاحزاب التي لا تفوز ولا تدخل في ائتلاف فتجلس في مقاعد المعارضة لتراقب اداء الحكومة وتنتقدها وتطرح بدائل وقد تؤثر ايضا على اعتماد القوانين داخل البرلمان.ولكن كل رجل سياسي او اي انسان عادي هناك شيء داخله يريد أن يكون الافضل والاصح حتى وان كان ليس على صواب وهذه الانانية التي تكون متبعة لمفردة الايجو الكلمة التي تتردد بكثرة هذه الأيام فبات الكل يسمع بها لكن دون إدراك واضح لمعناها الحقيقي ، الإيجو في المصطلح العربي هي ( الأنا ) وقد سمعنا كثيرا عن تضخم الأنا عند البعض ، لكن ما هي الأنا أو الإيجو؟ الإيجو هو ردود أفعالك حول المواقف المختلفة الناتجة عن مشاعرك أنت وما يختلج في نفسك, انفصال، توحد، تكبر، شخصنة، تعنصر، تمحور، تضييق واسع.
تحريك مشاعر
الإيجو هو عندما تحرك مشاعرنا ورغباتنا ومصالحنا المباشرة فلا نأخذ الوقت الكافي لتحليل الموقف وإختيار أنسب رد أو تصرف.أي ننطلق من عاطفة لا من عقل .
الإيجو يمنعك من تقييم الموقف بناء على طبيعته وحقيقته فتكون ردة فعلك نابعة منك أنت ؛ أنت تمتزج بالموقف مهما كان فتتصرف بدافع من مشاعرك إما لتنتقم لذاتك أو كرامتك أو لتعلن تفوقك ، هذه الأشياء تشعرك بالسعادة أو الرضا عن النفس ، كل ردود أفعالك القصد منها إرضاء الإيجو في داخلك .
كل موقف تعتبره هجوماً شخصياً عليك ويجب أن تعادل كفتي الميزان ، لا يمكنك أن تكون منصفاً أو عادلاً لأنك أنت أساسا جزء من الموقف ، مشاعرك تجاه الأشياء تحدد ردة فعلك .
لو اردنا التوضيح اكثر مثلاً ، شخص تتحاور معه فأفحمك بوجهة نظره ، ومع تضخم الأنا ( الإيجو ) فإنك ستشعر بحاجة للانتقام وتحقيق انتصار أمام الجميع وقد تعمد إلى الجدال وربما محاولة تشويه صورة الطرف الآخر أو التقليل من تأثيره أو حتى الكذب على نفسك بإدعاء الفكر والمنطق فتطلب منه المزيد من الشرح والمزيد من الأدلة في محاولة بائسة لإيجاد ثغرات. الإيجو سيمنعك من رؤية الفائدة التي قدمها لك محاورك ولن ترتاح نفسك حتى تجد ما تحرجه به حتى لو كان في موقف آخر في يوم آخر.
بدون الإيجو نفس الموقف سيجعلك سعيدا بأن هناك من كشف لك حقيقة جديدة ، ستكون ممتنا له ، أنت لست جزءاً من المشكلة وإنما مراقب من الخارج على موقف يحدث بين شخصين ؛ الشخص الأول هو الذي يحمل اسمك والشخص الثاني هو الطرف المحاور ، أنت تحكم بين الشخصين بحيادية تامة مع أن أحد المشتركين في الموقف هو أنت ذاتك! .
هذا الحياد يشمل كل المواقف التي تشترك فيها أو تعني لك شيئا كأن تكون متعلقة بأحد أقاربك مثلا .
بدون الإيجو لن تغضب كثيرا ، على الأقل ليس لدوافع شخصية ولكن لأن الموقف يتطلب الغضب فعلا ، لن تحتاج للاعتداء بالنفس ، لن تحتاج للغيرة، لن تحتاج لتكبر أو الغرور، لن تحتاج لتحطيم منافسيك لتشعر بالرضا .
ردود فعل
التخلص من الإيجو يعني بأن ردود أفعالك ناتجة عن تحليل محايد ونزيه للموقف الذي تتعامل معه ، أنت لست مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً ، لست عربياً، لست امرأة، لست رجلاً ، لست منتصراً ولا مهزوماً ولست بحاجة لإثبات تفوقك أو انتصارك أو حزنك أو غضبك .. أنت تحلق فوق كل تلك المشاعر لتصدر حكمك وتختار ردة الفعل الأنسب لتحسين الوضع أو التخلص منه بأقل الأضرار .
هذا أقرب شيء للحكمة قد يصل إليه الإنسان المتوازن والمنصف ، أحكامك وردود أفعالك لا تختلط بها مشاعرك ولا توجهها أو تتحكم في مسارها .
ومما ذكر اعلاه نستنتج ان كل من يملك سلطة في العراق هو حامل لصفة الايجو فلو لاحظنا مجلس النواب قد قاموا بقطع رواتب الموظفين والتصويت المباشر على كل شيء لايمسهم ومن جهة اخرى تقليل رواتبهم او تقليص عددهم وحماياتهم نلاحظ الامر يطول جـــــــــــداً.لو فكر السياسي بعيداً عن الايجو لراينا عدد كبير من ذوي الكفاءات يمسكون مناصب عليا ولتحققت حكومة التكنواقراط بأسرع وقت ممكن .كذلك من سمات الايجو تقييم بعض الوزراء لأنفسهم وكيف أنهم قد أثبتوا جدارتهم وهذا الامر منافي للواقع ولايحق لهم تقييم الذات والتنقل بين الوزارات وكأنهم يعرفوا في كل شيء كما يقول المثل العراقي (سبع صنايع والبخت ضايع لكن بختهم أشو مضايع) .
الامر المثير للسخرية هو عندما تكف عن الشعور بالحاجة إلى المزيد سوف تحصل على المزيد مما ترغب فيه . وعندما تنفصل عن رغبتك بالمزيد سوف تجد سهولة في العطاء لانك تدرك إنك لست بحاجة إلا إلى القدر الضئيل لكي تشعر بالرضا والسلام . إن المصدر الكوني راض و قانع و في حالة توسع دائم إنه لا يسعى ابدا للاستئثار بما يخلق بدافع الانانية إنه يخلق ثم يحرر ما يخلقه اتحد معه و كن مثله .وهنا سبب أخر فلم يكتفوا من السرقة والفساد على مدى اربعة عشر سنة ,لو كانوا نزيهين مكتفين برواتبهم التي تفوق راتب ذاك الجندي الذي يحمل روحه على راحته عشرات المرات لشاهدوا الشعب يردد بأسمائهم واقفين معهم لايسمحوا بأن يمسهم شيء ولكن……..
أنهم الافضل في الفساد….
زينب التميمي- ذي قار